للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالإلياذة والأخرى بالأدسا، وشهرتهما لاشتمالهما على كثير من أمور الديانة القديمة وأسماء الأمم الماضية وأحوالهم، وقد اعتنى بشرحهما كثير من المتقدمين والمتأخرين انتهى.

وقال هيرودوط أيضا: إن اليونانيين لتبربرهم وولوعهم بالأوهام والاعتقادات الباطلة واستيلاء الجهل عليهم، لم يكتسبوا من مصر غير تحسين أوهامهم وإخراجها مخرج الاعتقادات الصحيحة انتهى.

ولنرجع إلى ما نحن فيه فنقول: يعلم من أقوال المؤرخين والسّياحين أن هذه المدينة كانت من أعظم المدن، وكان بها طائفة من العساكر المعروفين: باسم هيرموتيب على قول هيرودوط أن سيزوستريس جعلها بهاء وأهلها يفوقون غيرهم فى الصنائع، لا سيما فى نسج أقمشة الكتان وعمل التماثيل من أحجار متنوعة كما قاله استرابون.

وذكر هيرودوط: أن نساءها كنّ يقضين جميع ما يلزم للمنازل من الخارج، وأما رجالها فكانوا مشتغلين دائما بنسج الأقمشة داخل المنازل انتهى.

وقد بقيت مشهورة معمورة إلى دخول الإسلام، وقد عدّ الإدريسى برابى إخميم من مشهور برابى الديار المصرية، ويظهر أن أبا الفداء شاهد البرابى المذكورة حيث وصفها بأنها من أحسن ما يرى.

وفى خطط المقريزى أن بربا تلك المدينة كانت مبنية بحجر المرمر، وطول كل حجر منها خمسة أذرع فى سمك ذراعين، وهى سبعة دهاليز سقوفها حجارة، طول الحجر منها ثمانية عشر ذراعا فى عرض خمسة أذرع مدهونة/باللازورد وغيره من الأصباغ التى يحسبها الناظر كأنما فرغ الدهان منها الآن لجدّتها، وكان كل دهليز منها على اسم كوكب