للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من الكواكب السبعة السيارة، وجدران هذه الدهاليز منقوشة بصور مختلفة الهيئات والمقادير، وفيها رموز علوم القبط من الكيميا والسيميا والطلسمات والطب والنجوم والهندسة وغير ذلك.

وذكر ابن جبير فى رحلته: أن مدينة إخميم من مدن الصعيد الشهيرة قديمة الاختطاط، فيها مسجد ذى النون المصرى، ومسجد داود المشتهر بالخير والزهادة، ومسجدان موسومان بالبركة.

وبها آثار ومصانع من بنيان القبط، وكنائس معمورة بالمعاهدين من نصارى القبط، ومن أعجب الهياكل المتحدث بغرائبها فى الدنيا هيكل عظيم فى شرقى المدينة وتحت سورها، طوله مائتان وعشرون ذراعا، وسعته مائة وسبعون ذراعا، وهو قائم على أربعين سارية سوى الحيطان، دائرة كل سارية خمسون شبرا، وبين كل ساريتين ثلاثون شبرا ورؤوسها فى نهاية العظم كلها منقوشة من أسفلها إلى أعلاها، وبين رأس كل سارية والأخرى لوح عظيم من الحجر المنحوت، منها ما ذرعه ستة وخمسون شبرا طولا فى عرض عشرة أشبار، وارتفاع ثمانية أشبار وسطحها من ألواح الحجارة، كأنها فرش واحد فيه التصاوير البديعة والأصبغة الغريبة كهيئة الطيور والآدميين وغير ذلك فى داخلها وخارجها، وعرض حائط البربى ثمانية عشر شبرا من حجارة مرصوصة، كذا قاسها ابن جبير فى سنة ٥٧٨ هـ.

وقال أيضا: إن سقف هذا الهيكل كله من أنواع الحجارة المنتظمة يخيل للناظر أنها سقف من الخشب المنقوش، والتصاوير على أنواع فى كل بلاطة من بلاطاته، فمنها ما قد جللته طيور بصور رائقة باسطة أجنحتها توهم الناظر إليها أنها تهم بالطيران، ومنها ما قد جللته تصاوير آدمية رائقة المنظر رائعة الشكل، قد أعدت لكل صورة منها هيئة هى عليها. كإمساك تمثال بيدها أو سلاح أو طائر أو كأس، أو إشارة شخص إلى آخر بيده، أو غير ذلك مما يطول الوصف له ولا تأتى العبارة لاستيفائه.