مصر بثعبان فى كعبها فماتت فحزن عليها حزنا شديدا، ومن الخراف ما قيل إنه طلبها من بلوتون- (خازن النار) -فأذن له فى أخذها بشرط أن لا ينظر إليها إلا بعد مفارقة جهنم، فلم يستطع الصبر عنها ونظر إليها فغابت عنه ولم يرها، فرجع إلى بلده وعاش فى الغابات منعزلا يبث الأشعار المحزنة، ومن حسن صوته، اجتمعت عليه الوحوش، وحركت الأشجار أغصانها، ووقفت الأنهر عن جريها، واجتهدت النساء فى تسليته وتلطيف حزنه فلم يفارقه حزنه، فحنقن منه وقطعنه ورمينه فى النهر.
والمتأخرون من اليونان يقولون: إنه من كهنة الديانة وإنه كشف للمريدين أمورا كثيرة مما يتعلق بالخلق والخالق، وهو الذى أدخل فن الشعر فى بلادهم، وكذا علم الفلك، وزاد فى عود الموسيقى ثلاثة أوتار وله آثار غير ذلك.
وأما ديدال فهو رجل خرافى من أثينة اشتهر بعمل التماثيل، وإليه ينسب اختراع المنشار والبلطة وآلة توازن البناء وصوارى المراكب وقلوعها
وأما ليكرغ فهو مشرع مقدونى أبوه ملك إسبارتة وكان أخوه البكرى ملكا ومات فى شبيبته وترك زوجته/حاملا فعرضت عليه قتل ابنها-بقصد أن يكون هو الملك-وتتزوجه، فأبى واختار أن يكون وصيا على ابن أخيه، فقام بوصايته حتى بلغ الولد رشده، فسافر هو لاكتساب العلوم وشرائع الأمم فدخل أجريد ومصر وآسية، ثم رجع إلى بلاده وبالاتحاد مع الملك-وهو ابن أخيه-الذى كان كافلا له، نظم قوانين وشريعة جرى العمل بها وأبقت له الذكر والفخر مدة مديدة، وذلك قبل الميلاد بثمانمائة وأربع وثمانين سنة.
وقد اجتهد فى قوانينه فى التسوية بين أفراد الأمة فى أسباب الغنى والفقر، فقسّم الأرض على العائلات بالتساوى، ومنع الزيادة والنقص بأىّ وجه، وأبطل معاملة الذهب