للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفضة وعوضها بالحديد، وألزم أهل كل بلد أن يجتمعوا على الأكل بحيث يأكلون جميعا فى سماط واحد، وفى حال اجتماعهم لا بد أن يلاحظوا تربية الأطفال وتأديبهم، وجعل تمرينات جسمية بالجرى والألعاب لتقوية الأطفال ونحوهم وتدريبهم ومنع الاشتغال بالحرف والصنائع إلا للعبيد ونحوهم، ورتب للحكومة ملكين وجعل لهما رئاسة السيناتو وعليهما أداء الرسوم الديانية ورئاسة الجيوش وتدوين القوانين ونشرها، وجعل المجلس يتركب من ثمانية وعشرين عضوا تنتخبهم الأهالى من ذوى الرأى والمعرفة، ومن خصائصهم التكلم فى كل ما يتعلق بالحرب والصلح والمعاهدات، وجعل مجلسا آخر من الأهالى لانتخاب الحكام وتوزيع الفرض والأموال وقبول القوانين الصادرة من مجلس السيناتو أو نبذها وقد اشتغل بشرح قوانينه كثير من علماء الإفرنج، ونتيجة القول فى تلك القوانين أنها وإن كانت أورثت أهل إسبارتة القوّة والشجاعة وحب الوطن واحترام الشيوخ، فقد عطلت أسباب التمدن والثروة ويقال إنه لحرصه على حب العمل بقوانينه عقد جمعية من الناس وحلفهم على أن لا يرجعوا عن قوانينه بعد موته أو غيابه وأن لا يبطلوا منها شيئا ثم إنه حبس نفسه فى مكان حتى مات جوعا.