للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد وجدت ترجمته فى صدر كتاب رحلته منقولة من كتاب الإحاطة بما تيسر من تاريخ غرناطة، للوزير لسان الدين بن الخطيب وملخصها.

محمد بن أحمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن سعيد بن جبير بن محمد بن عبد السلام الكنانى، وهو من ولد ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس، بلنسى الأصل غرناطى الاستيطان، شرّق وغرّب وعاد إلى غرناطة.

كان أديبا بارعا شاعرا مجيدا سنيا فاضلا نزه الهمة سرى النفس كريم الأخلاق أنيق الطريقة، كتب بسبتة عن أبى سعيد عثمان بن عبد المؤمن، وبغرناطة عن غيره من ذوى قرابته وله فيهم أمداح، ثم توجه إلى المشرق وجرت بينه وبين أدباء عصره مخاطبات، ظهرت فيها إجادته، ونظمه فائق ونثره بديع وكلامه المرسل سهل حسن، ومحاسنه ضخمة، ورحلته نسيجة وحدها طارت كل مطار، رحل ثلاثا من الأندلس إلى المشرق، وحج فى كل واحدة منها، فصل عن غرناطة، ثم عاد إليها ولقى بها أعلاما، وصنف الرحلة المشهورة وذكر مناقله وما شاهد من عجائب البلدان وغرائب المشاهد وبدائع المصانع، سكن غرناطة ثم مالقة ثم سبتة ثم فاس، منقطعا لإسماع الحديث والتصوّف.

وجاور بمكة طويلا ثم ببيت المقدس، ثم تحول إلى مصر فأقام يحدث إلى أن لحق بربه، روى بالأندلس عن أبيه وأبى الحسن بن أبى العيش، وأبى عبد الله بن عروس، وعن أبى الحجاج بن يسعون وغيرهم.

وبسبتة عن أبى عبد الله التميمى وكثيرين، وأخذ عنه جماعة كثيرون منهم:

أبو إسحاق بن مهيب، وابن نصر البجائى، وأبو العباس البنانى وممن روى عنه بالإسكندرية رشيد الدين عبد الكريم بن عطاء الله، وبمصر رشيد الدين العطار.