للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنها إشارات الفنيكس، وله عرف على رأسه موجود إلى الآن، وفى قاموس الإفرنج أن سولان هذا عالم لاتينى كتب تأليفه سنة مائتين وثلاثين بعد الميلاد انتهى.

وقال هيرودوط: إن بعض أجنحة هذا الطائر ذهبى والبعض أحمر وهو باق إلى الآن، وكذلك ريش الذيل الوردى وريش الرقبة الذهبى وكل من هؤلاء المؤلفين يقول: إن صورته صورة النّسر ومنقاره كمنقار النّسر وله يدان كيدى الآدمى مرفوعتان فى الهواء ورجلان طويلتان.

وفى مدينة أبو صورة: طير له وجه إنسان جالس على قدح وهو مثل الفنيكس ويدان مرفوعتان وأمامه نجمة وله أجنحة منشورة وعرف، وهذه هى الإشارات الواردة فى كتب المؤرخين فهى صورة الفنيكس.

وفى رسوم مدينة طيبة ودندرة توجد هذه الصورة بكثرة، فقد بان لك ما كان عليه قدماء المصريين من أن ذهاب الفنيكس من الهند إلى مصر ليموت فيها ثم يحيا مرة أخرى، يدل على عودة السنة الثانية وهى التى كانت مستعملة عند المصريين والهنود، وكانت لا تعود إلا بعد ألف وأربعمائة وإحدى وستين سنة، وبرجوعها كان يتوافق سير الزمان مع سير الشمس، وأن عمر هذا الطير وسفره وموته وعودته للحياة ثم سفره إشارة إلى الشمس، ويؤيد ذلك ما ذكره هورابولون من قوله: متى فتح الطير الجديد جناحيه يطير مع أبيه إلى مدينة عين الشمس من مصر، وعند وصولهما يموت الأب عند شروق الشمس ويدفنه قسيسو مصر ويعود الفنيكس الجديد إلى محل ولادته، ثم إن العش المتخذ من المرّ واللبان إشارة إلى بلاد المشرق، وعودته إلى مدينة عين شمس إشارة إلى رصد مدينة عين شمس، وكان القسيسون يرصدون النجوم فيه طول السنة الشمسية.