للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الديانية، وكان المصريون يبنون لها أفخر المبانى، وكانت أعظم وقت تفرح فيه الأهالى، وكانت تضبط بها الحسابات الفلكية، وهى تدل على غزارة علم القسيسين لأنهم المخترعون لها وتسمى دورة الشعرى، وكان المصريون يرمزون لها بالطير الخرافى المسمى عند الإفرنج فنيكس وربما كان العنقاء أو السمندل، وكان الأقدمون يقولون: إن هذا الطير يعيش ألفا وأربعمائة وإحدى وستين سنة، ويوجد فى هذا المعبد صورة ذلك الطير بكثرة.

وذكر هيرودوط: أن صورته تشابه صورة النّسر وأنها كانت توجد فى ضمن نقوش المصريين وأنه نظرها، ويقال: إن هذا الطير متى قرب أجله يعمل عشّا من اللبان والمر، ويفارق الهند الذى هو وطنه ويأتى إلى معبد عين الشمس ويموت فيه، ثم بعد أيام قليلة يحبا من تراب النار التى أحرق فيها، ومن أمعن النظر فى الصورة الموجودة فى نقوش المعبد رأى الطير فى حداثة سنه خارجا من الحريق.

وذكر سولان أيضا: أن هذا الطير إشارة إلى السنة الكبرى-يعنى دورة الشعرى- وذكر بلين أن عمره يطابق السنة الكبرى التى يحصل بعدها رجوع الأمور إلى ما كانت عليه، وقال هيرابولون: إن هذا الحيوان إشارة إلى عود الزمان إلى أصله بعد مدة طويلة، وجزم ناسيت بأن عمر الفنيكس ألف وأربعمائة وإحدى وستون سنة، وصورته توجد فى أغلب المبانى العظيمة سيما فوق قواعد الأعمدة، وعلى جلسة الكرسى له يدان مبسوطتان مفتوحتان وأمامه نجمة يظهر أنها الشعرى سيريوس التى تدل بشروقها الاحتراقى على تجديد الدورة وزيادة النيل والمنقلب الصيفى، وتشاهد دائما فوق قدح وهو إشارة إلى الفيضان.

وتوجد هذه الصورة أيضا فى معبد جزيرة بيلاق ومعبد إسنا، وفى المعبد الكبير الذى فى جزيرة بيلاق صورتان بهما جميع الإشارات التى نبه كل من هيرودوط وبلين وسولان على