تكاميش، وأعلى منقاره بقدر أصبع ونصف غليظ أصفر فاقع وطرفه ليس مدققا بل يرى كالمقطوع، وفى صفرته شئ وجميعه أملس يشبه العاج ذو انحناء من أوله إلى آخره على خلاف هيئة مناقير الطير، وطرفه وجوانبه حداد قاطعة سريعة فى تقطيع الثعابين، وله انكباب زائد على أكلها، أحمر الرجلين بقدر أربعة أصابع، وفى جميع رجليه تقليس مسدس الشكل ما خلا الأصابع، وعلى أصابعه جلدة ممتدة إلى آخرها قال:
وكان هو التمثال الحى للقمر وكان يسمى أبا حنس، ونقل عن إليان أن هذا الطير كان إذا أخرج عن أرض مصر يميت نفسه جوعا، ثم ردّ ذلك بأن هذا الوصف السابق هو وصف الطير الذى نقل من مصر إلى بلاد فرنسا وعاش بورساى زمنا/طويلا انتهى.
وقال العالم سوينى إن منه طيرا أسود فى نواحى دمياط ورشيد والمنزلة ويسمى عندهم إلى الآن الحارث انتهى.
(ولنرجع) إلى ما نحن فيه فنقول: ثم إنه يرى فى أول الإفريز صور عديدة لإمرأة رأسها رأس سبع ينظر إلى قبليه وفى يدها عود نيلوفر، ويشاهد أيضا جملة صور رؤوسها رؤوس سباع أيضا.
وعندها أوان فيها ماء، ويظن أن ذلك إشارة إلى افتتاح السنة فى الوقت الذى فارق فيه المنقلب الصيفى الجوزاء ولحق بالنجوم الأولى من الأسد يعنى الدرجات الأخيرة منه، فإن صح ذلك يكون معبد مدينة أدفو بنى عند تجديد دورة من أدوار الشعرى، يعنى مدة فلكية كان لها اعتبار عظيم عند المصريين، وكانت تلك الدورة ألفا وأربعمائة وإحدى وستين سنة، يحصل عندها رجوع الفصول إلى ما كانت عليه، وتتوافق السنة الزراعية الثابتة مع السنة