للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان كتخدا الجاويشية زوج أم المترجم، واستأذن عثمان بيك فى تقليده جاويشا للسردارية عوضا عن سليمان جاويش لأنه وارثه ومولاه، فأحضروه ليلا وقلدوه ذلك وأحضروا الكتاب والدفاتر وسلموه مفاتيح الخشخانة والتركة بأجمعها، وكان شيئا كثيرا وكذلك تقاسيط البلاد، ولم تطمع نفس عثمان بيك فى شئ وأخذ المترجم غرضه من باب العزب ورجع إلى باب الينكجرية، فنما أمره من حينئذ وحج صحبة عثمان بيك سنة خمس وخمسين وأقام هناك إلى سنة إحدى وستين، ثم حضر مع الحجاج فتولى كتخدا الوقف سنتين، وشرع فى بناء المساجد وعمل الخيرات وإبطال المنكرات، فأبطل خمامير حارة اليهود، وأول عمارة له بعد رجوعه السّبيل والمكتب الذى يعلوه بين القصرين، ثم أنشأ جامع المغاربة وعمل عند بابه سبيلا ومكتبا وميضأة، وأنشأ تجاه باب الفتوح مسجدا بمنارة وصهريجا ومكتبا، وأنشأ مدفنا للست السّطوحية، وأنشأ بالقرب من تربة الأزبكية سقاية وحوضا لسقى الدوّاب ويعلوه مكتب، وفى الحطابة كذلك، وعند جامع الدشطوطى كذلك.

ومن إنشائه أيضا الزيادة التى بمقصورة الجامع الأزهر وهى الإيوان الكبير المشتمل على خمسين عمودا من الرخام، تحمل مثلها من البوائك المقوصرة المرتفعة المتخذة من الحجر المنحوت وسقف أعلاها بالخشب النقى وبنى به محرابا جديدا وعمل بجواره منبرا، وأنشأ بابا عظيما تجاه حارة كتامة، وبنى أعلاه مكتبا بقناطر معقودة على أعمدة من الرخام وجعل بداخل الباب رحبة متسعة وجعل بها صهريجا وسقاية لشرب المارين، وعمل بها أيضا لنفسه مدفنا وجعل عليه قبة معقودة وتركيبة من الرخام، وعمل بها أيضا رواقا مخصوصا لمجاورى الصعايدة المنقطعين لطلب العلم، وجعل بابه يسلك إليه من تلك الرحبة وعمل به مطبخا ومخادع وخزائن كتب وبنى بجانب ذلك الباب منارة.