للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنشأ بابا آخر جهة مطبخ الجامع وبنى فوقه منارة وبنى مدرسة الطيبرسية بناء جديدا، وجعلها مع مدرسة الآقبغاوية التى فى مقابلتها من داخل الباب الكبير الذى أنشأه تجاه القبو الموصل للمشهد الحسينى، وهو عبارة عن بابين عظيمين وعمل على يمينهما منارة وفوقهما مكتبا وبداخلهما عن يمين السالك بظاهر الطيبرسية ميضأة، وأنشأ لها ساقية لخصوص إيصال الماء، إليها، وعمل أيضا رواقا للبغداديين والهنود بداخل هذا الباب وأرخ بعضهم ذلك بقوله:

تبارك الله باب الأزهر انفتحا … وعاد أحسن مما كان وانصلحا

تقرّ عينا إذا شاهدت بهجته … بإخلاص بانيه للعلماء والصلحا (١)

وادخل على أدب تلقى الهداة به … قد قرّروا حكما ميزانها رجحا

بالباب قد بدأ الأكوان أرّخه … بعبد رحمن باب الأزهر انفتحا

وأنشأ رواقا للمكاويين وللتكروريين، وبنى جامع المشهد الحسينى وعمل به صهريجا وزاد فى مرتباته وفى مرتبات الأزهر، ورتب لمطبخه فى خصوص شهر رمضان كل يوم خمسة أرادب أرز أبيض وقنطار سمن، وغير ذلك من اللحم والزيت والوقود.

وأنشأ عند باب البرقية المعروف بالغريب جامعا وصهريجا وحوضا وسقاية ومكتبا ورتب فيه تدريسا وكذلك/فى جهة الأزبكية بالقرب من كوم الشيخ سلامة وعمّر المسجد الذى بجوار ضريح الإمام الشافعى فى مكان المدرسة الصلاحية، وعمل عند باب قبة الإمام الصهريج والمقصورة الكبيرة التى بها ضريح شيخ الإسلام زكريا الأنصارى فيما بين المسجد


(١) قوله باخلاص بوصل الهمزة، وقوله للعلماء بتسكين اللام بعد العين للوزن انظر الجبرتى ٢/ ٦ ط الشرفية القاهرة.