ولم يزل هذا شأنه إلى أن عظم أمر على بيك وأخرجه منفيا إلى الحجاز وذلك فى أوائل شهر القعدة سنة ثمان وسبعين ومائة وألف هـ، فأقام بالحجاز اثنتى عشرة سنة، ثم لما سافر يوسف بيك أميرا بالحج صمم على إحضاره معه إلى مصر، فأحضره وذلك فى سابع شهر صفر سنة تسعين ومائة وألف، وقد استولى عليه المرض فمكث فى بيته مريضا أحد عشر يوما ومات.
وكانت جنازته حافلة حضرها العلماء والأمراء والتجار ومؤذنوا المساجد وأولاد المكاتب وصلى عليه بالأزهر ودفن فى مدفنه الذى أعدّه لنفسه بالأزهر عند الباب القبلى، غير أنه عفا الله عنه كان يقبل الرشا، ويتحيل على مصادرة بعض الأغنياء فى أموالهم، واقتدى به فى ذلك غيره حتى صارت سنة مقررة وطريقة مسلوكة ليست مستنكرة وغير ذلك.
وكان ﵀ مربوع القامة أبيض اللون مسترسل اللحية ويغلب عليها البياض معجبا بنفسه يشار إليه بالبنان انتهى.