وكان المصريون يجعلون إشارتها فى تلك الحالة صورة شاب صغير، وحيث إنها من ابتداء هذا الوقت تأخذ فى الصعود إلى النصف الأعلى من الكرة اختاروا أجنحة الباشق الذى هو إشارة إلى الشمس للدلالة على سيرها، وأما إرضاع هوروس المرسوم فى مواجهة وجه/ إزيس فهو إشارة لنمو النبات برضاعه من الأرض ولزيادة طول الأيام بعد المنقلب الشتوى، وفى هذه الحالة يرى فى صورة طفل يرضع البقر ثم يصير كبيرا ويشاهد على فخذى إزيس وهى تعطيه ثديها ويرضعه بعد ذلك امرأتان رأسهما رأس بقر، ثم يرى على أفخاذ أربع نسوة بعد كبره، وفى هذه الحالة يرى أنه واضع أصبعه على فمه، وعلى صدره قلادة وكل ذلك دلالة على تنقله من درجات الصغر.
وأما الرسوم التى على باب محل العبادة، فيظهر أنها تدل على المنقلب الصيفى، فإن الباشق الناشر جناحيه إشارة إلى الشمس والتاج المتوج به إشارة إلى القدرة، ويدل ذلك على أن الشمس فى غاية قدرتها، وعيدان النيلوفر تدل على فيضان النيل الذى مبدؤه المنقلب الصيفى، والسبع المسلح إشارة إلى ذلك أيضا، لأنه إن فرض أن الاعتدال الخريفى حصل فى برج الثور والاعتدال الربيعى فى برج العقرب كان المنقلب الصيفى فى برج الأسد وما ذكرناه سابقا يدل على مدة فلكية، وهى المدة التى كان فيها الثور فى محل أحد الاعتدالين والأسد فى المنقلب الصيفى.