الكلام عليه إلا أنه كان لا يثبت له كل ما يلقيه؛ وكان محبا للعلم لم تشغله عنه المناصب، ولما ولى قوص قرأ على شيخنا عز الدين عبد الرحمن بن يوسف الأسفونى الجبر والمقابلة، وقرأ الطب على الحكيم شهاب الدين المغربى توفى بالقاهرة سنة سبعمائة وإحدى وعشرين.
ومنهم كما فى الطالع السعيد أيضا أبو الفضل جعفر بن حسان بن على أبو الفضل الأسنوى (١) يلقب بالسراج كان كاملا كريما شاعرا وكان يهدى إلى الملك الكامل ويكاتبه، ويقال: إن الملك الكامل حضر هو وجماعة من ملوك الشام وتذاكروا الرؤساء فذكر الملك الكامل جعفر المذكور، وقيل: إن بعضهم جمع مدائحه فى مجلدات ضخمة سماها «بالأرج الشائق إلى أكرم الخلائق» مات سنة ستمائة واثنتى عشرة.
وفيه أيضا أن منها من فقهاء الشافعية الشيخ نور الدين على بن هبة الله بن إبراهيم بن حمزة المعروف بابن الشهاب الأسنوى، كان إماما فى الفقه دينا صالحا، أخذ الحديث عن الحافظ أبى الفتح محمد بن على بن وهب القشيرى، وعن الحافظ عبد الرحمن بن خلف الدمياطى، وعن قاضى القضاة أبى محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكنانى، وحفظ مختصر مسلم للحافظ عبد العظيم المنذرى، وأخذ الفقه عن الشيخ بهاء الدين هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل القفطى، والشيخ جلال الدين أحمد بن عبد الرحمن الدشناوى، ولما حج كتب الروضة بخطه بمكة وهو أول من أدخلها إلى قوص، وأقام بقوص يدرس ويفتى إلى أن مات سنة سبع وسبعمائة عليه رحمة الله انتهى.
وفى حسن المحاضرة للسيوطى: إن من علمائها محيى الدين سليمان بن جعفر الأسنوى خال الشيخ جمال الدين، كان فاضلا فى علوم كثيرة ماهرا فى الجبر والمقابلة، صنف طبقات الشافعية ودرس بالمشهد النفيسى، ولد سنة سبعمائة ومات فى جمادى الأولى سنة ست وخمسين.
(١) انظر الطالع السعيد للأدفوى ص ١٧٨ - ١٧٩ ط الدار المصرية للتأليف والترجمة.