ومنهم نجم الدين محمد بن ضياء الدين أحمد بن عبد القوى الأسنوى كان عالما فاضلا وانتفع به خلق وألف فى علوم متعددة، مات فى ذى الحجة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان والده أيضا عالما فاضلا من كبار الصالحين له كرامات تفقه بالبهاء القفطى، مات سنة اثنتى عشرة وسبعمائة فى شوّال.
ومنهم العماد الأسنوى محمد بن الحسن بن على الأسنوى، قال أخوه الشيخ جمال الدين فى طبقاته كان فقيها إماما فى الأصلين والخلاف والجدل والتصوّف نظّارا بحاثا طارحا للتكلف مؤثرا للتقشف ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وأخذ عن مشايخ القاهرة وانتصب للتدريس والإفتاء والتصنيف، مات فى رجب سنة أربع وستين وسبعمائة.
وأخوه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم شيخ الشافعية وصاحب التصانيف السائرة، ولد سنة أربع وسبعمائة وأخذ عن التقى السبكى والزنكلونى والقونوى وأبى حيان وغيرهم، وبرع فى الأصول والعربية والعروض، وتقدم فى الفقه فصار إمام زمانه وانتهت إليه رياسة الشافعية.
ومن تصانيفه المهمات والجواهر، وشرح المنهاج والألغاز، والفروع، ومختصر الشرح الصغير، والهداية إلى أوهام الكفاية، وشرح منهاج البيضاوى، وشرح عروض ابن الحاجب، والتمهيد والكوكب، وتصحيح التنبيه والتنقيح وأحكام الخناثى، والزوائد على منهاج البيضاوى، وطبقات الفقهاء، والرياسة الناصرية فى الردّ على من يعظم أهل الذمة واستخدامهم على المسلمين، وكتاب الأشباه والنظائر مات عنه مسودة، وشرح التنبيه كتب منه مجلدا وشرح الألفية لابن مالك لم يكمل وشرح التسهيل كتب منه قطعة، مات فى جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة ورثاه البرهان القيراطى بقصيدة طويلة مطلعها:
نعم قبضت روح العلا والفضائل … بموت جمال الدين صدر الأفاضل