صرفت عليه كنز صبرى وأدمعى … فأفنيت من هذا وهذا حواصلى
سأنشد قبرا حل فيه رثاءه … وأسمع ما أمليه صمّ الجنادل
وما نحن إلا ركب موت إلى البلا … تسيرنا أيامنا كالرواحل
قطعنا إلى نحو القبور مراحلا … وما بقيت إلا أقل المراحل
وهذا سبيل العالمين جميعهم … فما الناس إلا راحل بعد راحل
/وله أخ يقال له نور الدين على، كان فقيها فاضلا شرح التعجيز، مات فى رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
ومنهم الإمام الفاضل أبو بكر بن محمد بن عبد الله القزوينى الأصل الأسنوى المولد جمال الدين، برع فى مذهب أبى حنيفة وأكب على العبادة واشتهر وقصده الناس للاشتغال عليه، ودرس بالصالحية والسيوفية. مات بالقاهرة فى حدود الثمانين وستمائة انتهى.
ثم إن المرحوم محمد على باشا بنى فى بحرى هذه المدينة بنحو مائة وخمسين قصبة، سراية فى سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، وجعلها فى بستان متسع قريب من بستان على بيك الأقمر الذى هو بستان إسماعيل بيك ومن منشآت المرحوم أيضا بها فوريقة لنسج ثياب القطن قد تركت الآن ومحلات لإقامة العساكر والمديرين وجميع ذلك على شاطئ البحر، وبساتينها مشتملة على الرّمان والعنب والليمون والبلح، والمسافر منها إلى فرشوط وبالعكس-عوضا عن سفره على ساحل البحر ٥٢ ساعة بسبب اعوجاج النيل، يسافر من طريق العقبة ١٤ ساعة حيث إنها الآن فى غاية الأمن، فمن إسنا إلى الزريقات خمس ساعات ومنها إلى الجبل تسع ساعات ثم تكون فرشوط أمامه بالقرب فينزل عليها من طريق بالجبل يقال له العقبة.