وطبنة ذلك تجلب من بحريها بقرب ناحية تعرف بناحية الشيمنية بجوار قصر لاظ أغولى، والعرب القاطنون بقرب تلك المدينة يصنعون أوعية تسمى البرام يتخذونه من حجر يسمى حجر البرام، وبعض الناس يسميه حجر الهمر والطبخ فيه أجود من الطبخ فى النحاس.
وهى عبارة عن قطع من الحجر تنقر مجوفة نحو ثلاثة أو أربعة سنتيمتر.
وهؤلاء العرب من العبابيد ويسكنون الرادسية وفى بعض الأحيان يسحق ذلك ويضاف إليه قدره من طين مستخرج من تحت جبل تلك المدينة ويمزج ويعجن نحو أربع ساعات، ثم تعمل منه النساء أوعية البرام والمراجيس ويجفف فى الشمس والهواء مدة ثمان وأربعين ساعة، ثم يوضع على نار خفيفة فى حفرة تعمل لذلك ويوضع فيها نحو عشرة أبرمة أو اثنى عشر دفعة واحدة.
وأهل أسوان أخلاط من البدو والأتراك والبربر السنارية والعبيد، فلذا ترى فيها جميع الألوان والملابس وتسمع بها جميع اللغات، وعلى أرصفة موردتها محصولات من بقاع شتى، ومن بضائعها النشاب والحراب والمزاريق والدرقات وآلات الموسيقى والصمغ والجلود وسن الفيل والسنامكى وريش النعام والشمع والتمر الهندى كل ذلك من بلاد السودان والحبش، ومن بلاد النوبة الحبال الليفية، ومن صحراء العرب فحم الخشب، وضواحيها خالية من النبات ما عدا بعض نخيل وأشجار، ومتوسط الوارد فى كل سنة منها إلى مصر ٦٠٠٠٠ قنطارا من الصمغ، ومن الشمع الحسينى ٣٠٠ قنطارا، ومن ريش النعام ٢٥ قنطارا ومن سن الفيل ١٠٠٠ قنطار، ومن البن ٣٠٠ قنطار، ثم أنى قد رأيت مجموعا لكترمير الفرنساوى جمع فيه حوادث هذه المدينة من كتب المسلمين فأردت إيراد ملخص ما ذكره لزيادة الفائدة.