وفى ليلة الحناء. وهى التى تليها ليلة البناء بعد مضى أكثر الليل، يؤتى بطشت مملوء من الحناء ونار مؤججة لتجفيف الحناء فى الأيدى. فيتقدم أبو الزوج فيضع يده فى الحناء ثم يضعها فى يد ابنه ويقول له: أعطيتك البركة وطول العمر. وأعطيتك كذا وكذا مما يملكه من عقار ومواش ونقود وأمتعة، وكذا تفعل والدته وبعض أقاربه فيشهد الحاضرون بذلك. ثم فى وقت العصر من يوم تلك الليلة يحضر الحلاق فيحلق له بعض رأسه ويترك قطعا متفرقة يسمونها الجزائر، ولا يحلقها إلا إذا أخذ من الحاضرين شيئا من النقود يسمى النقطة. ثم بعد صلاة العشاء فى المسجد يزف بالدف والكوس وأمامه الموالدية يقولون: الموشحات والأوراد إلى أن يدخل بيت الزوجة وبيده سيف، فعند وصوله أول باب يجرده ويضرب به وجه الباب، ثم يبنى بالزوجة فى بيتها ويبيت هناك، فإذا طلع الفجر خرجا معا إلى البحر ومعهما بعض أقاربهما، فيملأ منه كل منهما بيده قلة صغيرة فيرش بها الآخر ويتسابقان فى ذلك، ثم يذهبان إلى بيت الزوج فيقيم معها ولا يخرج من عندها إلا بعد ثلاثة أيام، ثم يخرج إلى السوق ويأتى ببعض كل ما وجد فيه.
وحلى نسائهم الخلاخل وأساور الفضة والشعيرى والخزام، وهو حلقة أوسع من دائرة الريال تتخذ من الذهب أو الفضة تجعل فى الأنف، فيثقب أنف البنت وهى صغيرة فإذا تزوجت لبسته، ويتلفع الرجال بملاءات قطن بيض ذوات حواش حمر تسمى بالشقق، ويلبس أشرافها وعلماؤها أقبية الخز والجوخ.