للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذكر ابن إياس أن من جملة تجارتها الخيل والبغال والحمير، وقال أبو صلاح: إن فى جزيرة الأشمونين ثلاثمائة قرية، وبها بربا أى هيكل عتيق من أيام الجاهلية بقرب بابها الجنوبى وعدد كثير من الكنائس وقال: أبو الفداء إن الأشمونين مدينة عظيمة من المدائن القبلية يشاهد فيها دعائم من أحجار وآثار أخر ضخمة تدل على قدمها ومساحتها نحو ألف فدان، وهى على الشاطئ الغربى من النيل بينها وبينه مسيرة فرسخ ويقال: إن الذى أنشأها أولا هو إسكندر الأكبر المقدونى اه.

والقرية الموجودة الآن فى جانب منها وبها كوهرجلة وبعض أهلها يحفر فى تلول المدينة حتى يظهر الأبنية القديمة فيجعلها مسكنا بلا تجديد بناء، وفيها نخل قليل ومساجد صغيرة، ولها قاض وهى الآن تبع الدائرة السنية، وفى جهتها الغربية جبل أباح، وكان لها مينا على النيل وقت أن عرفت عند المسلمين بأشمونين.

وفى كتاب فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردى عند قوله:

لا تساوى لذة الحكم بما … ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل

فالولايات وإن طابت لمن … ذاقها فالسم فى ذاك العسل

إنه لما تفرق الأمر عن مروان بن محمد آخر ملوك بنى أمية وقبض عليه وقتل ببوصير، هرب كاتبه عبد الحميد بن يحيى إلى قرية الأشمونين واختفى فيها فدلّ عليه وحمل إلى أبى العباس السفاح بأمان فلم يحظ عنده انتهى.

وقد ذكرنا ترجمة كل منهما فى الكلام على بوصير.