وفى كتب الفرنساوية أن كوم الحجارة الذى يظهر فى هيئة باب هو صخرة قطعت من الجبل وتحتّتت أطرافها واستعمل الناتج منها فى المبانى. ويوجد فى الجبل جملة مغارات أغلبها منقوش من جميع جهاته بنقوش تخالف النقوش التى فى المعابد والسرايات، فإن نقوش المعابد تتعلق بالديانة ونقوش السرايات تتعلق بالحروب والافتخار والنصرات، وإن وجد فى خلال ذلك بعض أمور أهلية فذلك نادر، وأما نقوش هذه المغارات فجميعه أهلى، وفيه تفصيل جميع أحوال الفلاحة مثل الحرث بالحيوان والتّلويق والبذر والدّق والدرس والتذرية والتجرين وتسجيل المحصول وصيد السمك بالشبكات وتمليحه، وإحضار المصيد وحفظه وجمع العنب وعمل النبيذ وتخزينه، وطرق تبريد الماء وتربية الحيوان وشحن المراكب والملاحة بالقلع والمجداف، ووزن الحيوانات الحية وإحضار اللحم وتصبير الأموات، وتشييع الميت إلى قبره، والرقص والموسيقى وإعطاء الحسنة.
ويشاهد فى ذلك النساء مع الرجال من غير برقع ومن ذلك يظهر أن عادة البرقع حادثة، ويرى أيضا اشتراك الأطفال مع الكبار فى جميع تلك الأعمال وملابس الخلق على اختلاف طبقاتهم. جميع ذلك منقوش على جدران المغارة بغاية الضبط والدقة، وملون بالألوان السّارة الباقية على بهجتها، وقد قرأ بعض من له معرفة باللغة المصرية القديمة كتابة فى مقبرة بعض الأمراء هناك، أنه كان رئيس الملاحين فى المراكب فى زمن أحد فراعنة العائلة السابعة عشرة وأنه من بيوت أمراء العائلة السادسة عشرة.
وفى شرحه لأحوال نفسه قال: إنه سافر إلى مدينة تانيس- (صان) -فلحق بفرعون مصر أهموزيس، وطول إحدى المغارات ٨ ر ٧ أمتار، وعرضها ٧ ر ٣ وهى معقودة من أعلاها ومنقسمة إلى قسمين، فى القسم الأول النقش وفى آخره باب يصل إلى أودة فيها بئر يظهر أنها كانت معدة لنزول الأموات فى مخادعها، وصغر هذه المغارة يدل على أنها مقبرة أحد أغنياء الأهالى.