للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مرييت أنهما معبدان متلاصقان أحدهما الهوروس (١) وهو فى زعمهم إله النور والآخر لبيبيك (٢) وهو إله الظلمة، وقال غيره إن المعبد الكبير سابق على موريس فرعون مصر، وقد قرئ اسم والدته على أحد أبوابه وإنما ينسب إلى البطالسة بعض النقوش/التى عليه كما يدل لذلك ما وجد على جدرانه من الكتابة الرومية، وفى كتاب لطرون أن معبد هذه المدينة عبارة عن جهتين لمقدسين، فالجهة اليمنى للمقدس سويق الذى صورته صورة إنسان برأس تمساح ومعه المقدسان أثير وحنس، والجهة اليسرى للمقدس أرواريس ومعه المقدسة زينوفرة وابنها بنيونو، وأطلقت الأروام اسم أبلون على أرواريس، كما أطلقوا اسم ساترن على سويق الذى هو إشارة إلى الصفات القهرية للمقدس أمون.

كما وجد ذلك فى كتابة رومية على المعبد، وفى الكتابة أيضا أن العساكر الخيالة والمشاة وسائر المستخدمين زخرفوا هذا المعبد لحفظ حياة بطلميوس وزوجته كليوبترة أخته وأولادهما لما نالهم منهم من الخير العظيم، وذلك قبل الميلاد بمائة وستين سنة، وأن المحافظين فى هذه الكورة عليهم الحراسة إلى آخر الشلال الثانى، الذى هو آخر حدود هذا الخط انتهى.

وفى سنة ألف وثمانمائة وأربعة وأربعين ميلادية كان النيل مسلطا عليه بحيث يخشى أن يهدمه بخلاف المعبد الصغير فإنه بعيد عن النيل داخل فى الأرض الصحيحة، وقد وجد الفرنساوية أيضا سورا مبنيا من الطوب محيطه (٧٥٠) مترا وسمكه ثمانية أمتار ويظهر أنه أقدم من المعبدين المذكورين، ومن تراكم الرمال عليه لم يمكنهم تعيين ارتفاعه، والظاهر أنه كان يدور على المعبدين، ثم إن جميع أوجه الحيطان والأعمدة والسقف وجدت مشغولة بكتابة ونقوش وصور لا حاجة لنا بشرحها، غير أننا ننبه على أمر مهم وجد فى سقف المعبد الكبير، وهو أن بعضه لم يتم نقشه ووجد مقسما إلى مربعات والصور مخططة فيها باللون الأحمر.


(١) يقصد: لحورس.
(٢) يقصد لسبك-سوبك. انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢/ ٣٩.