للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن هنا يستدل على أن المصريين كانوا يستعملون المربعات فى نقش الرسومات وتحويلها من مقياس إلى آخر، وعلى أنهم كانوا يعملون الطرق الهندسية المؤدية إلى بقاء نسب الأشكال، ويؤيد ذلك ما نقله أبولونيوس من أهالى جزيرة رودس عن كليمان الإسكندرى من كتاب الأشياء المقدسة، أن طائفة الدرجة الثالثة من طوائف القسيسين المصريين، كانت متكفلة بمعرفة الفلك والجغرافية والرسم وشرح أحوال النيل، وأن الخرط التى أمر بها جوزويه- (يوشع -لتقسيم الأرض بين قبائل العبرانيين عملت على مقتضى القاعدة المصرية، وما ذكره يوسف الإسرائيلى يدل على أنها كانت عبارة عن مسح جميع أراضى العبرانيين، ومثل هذه المربعات وجد فى مبان غير هذه.

وينتج من ذلك تحقيق ما ذكره المؤرخون من أن اختراع فن الهندسة والمساقط الجغرافية يعزى إلى المصريين ويشهد لهم بالفخر على من عداهم، ويستفاد من أقوال المؤرخين أن فرعون مصر سيزوستريس أمر بعمل خرطة وادى النيل وكانت محفوظة فى المعابد.

وذكر ديودور الصقلى أن فيثاغورس اكتسب من المصريين أعظم النظريات الهندسية.

وذكر المؤرخ اليان وجونيان وغيرهما، أن أهالى مدينة أنبو كانوا يقدسون التمساح ويوجد مرسوما فى المعابد على كيفيات مختلفة وكانوا يحتفلون بدفنه وتصبيره، ويظهر أن هذا الحيوان كان رمزا على ماء النيل، وكان يقدس غالبا عند أهالى المدن البعيدة عن النيل، كما هى حالة مدينة أنبو فى الأزمان القديمة، فإن الماء كان لا يصلها إلا من ترعة تخرج منه إليها، وبين كوم مدينة أنبو ومدينة أدفورأس من الجبل داخل فى البحر يعرف عند أهل الصعيد بجبل أبى شجر، وهو السبب فى كثرة الزوابع وشدة الرياح هناك، وكثيرا ما يحصل منها تلف المراكب وغرقها، وعادة هذه الرياح عند هبوبها أن تكون حاملة للأتربة والرمال، وفى غالب الأوقات تلجأ المراكب إلى موردة فى الجبل فينبغى زيادة التحفظ حتى لا يحصل إتلافها، وفوق هذا الجبل يسكن بعض الفقراء وينزلون لطلب الحسنة ممن يلجأ إلى تلك الموردة، وبين كوم أنبو وجبل السلسلة مسافة أربعة وثمانين كيلومتر.