ويروى أن الله أوقف له الشمس حتى انتصر وأقام يحارب حتى استولى على أرض كنعان وقسمها على الاثنى عشر سبطا، ومات قبل المسيح بألف وخمسمائة وثمانين سنة، وله من العمر مائة سنة وعشر سنين انتهى.
وأما فيثاغورس فهو عالم فيلسوف يونانى أحد أئمة الفلسفة كأفلاطون ونحوه، ولد فى شاموس قبل المسيح بستمائة وثمان سنين على قول، وقيل: قبله بخمسمائة واثنتين وسبعين سنة، وسافر كثيرا لاكتساب المعارف وأقام بمصر زمانا وأخذ عن علمائها فنون الرياضيات، ثم رجع إلى بلاده أرض اليونان وعلم أهلها علم الهندسة والطبيعة وعلم الدين، ولم يكونوا يعلمونها قبل ذلك.
وفى سنة خمسمائة وأربعين قبل الميلاد أسس مدرسة بإيطاليا واشتهرت به واجتمع عليه المريدون، وكان لا يقبل المريد إلا بعد امتحانه بأمور شاقة كإلزامه السكوت عدة سنين، وكانوا فى غاية الامتثال له وصدق مودته ويعتقدونه اعتقادا زائدا، وكان بسيطا فى عيشته مجتنبا لأكل اللحم وتبحر فى جميع العلوم خصوصا الرياضيات كالحساب والفلك واستخرج بذكائه علم الألحان وتأليف النغم والموسيقى ومات سنة خمسمائة وتسعة قبل الميلاد، وله استكشافات كثيرة، منها مربع الوتر.
وأوصله إتقان النسب الرياضية إلى طريقة عمومية منها أن الأعداد أصل لكل شئ، وأن أصل الأعداد الواحد أو الوحدة وأن العشرة آحاد الأوليّة لها خواص عجيبة لا سيما الواحد العاشر، وأن الله هو الوحدة المطلقة الأصلية، وأن العالم هو أمر كلى بديع الصنعة والإحكام، وأن الأرض كروية وأنها ساكنة والقمر والشمس والكواكب تدور حولها بنظام موسيقى، وأن فعل الخير هو: الوحدة، والشر هو التنافر وعدم الألفة والعدالة المساواة فى