والقرى الثلاثة مع قرية منشأة أهناس يظهر أنها موضوعة فى محل المدينة القديمة التى كانت تسمى أهناس أو أهناسية، وكانت متسعة جدا مساحتها نحو ألف فدان، وكانت قاعدة إقليم يشتمل على خمس وتسعين قرية، وفى بعض العبارات أنها كانت كرسى المديرية، والظاهر أنها هى المدينة التى سماها اليونان هرقليوبوليس مانيا، وقال مرييت إن هذه المدينة ينسب إليها فراعنة العائلتين التاسعة والعاشرة ومدة الأولى مائة وتسع سنين، ومدة الثانية مائة وخمس وثمانون سنة.
وفى بعض الأعصر كانت من إقليم البهنسا وكانت قديما ذات أسقفية وكانت على الشط الغربى لبحر يوسف وفى خطط /الفرنساوية، إن اسم هيرقليوبوليس كان لمدينتين هذه إحداهما على ما قدّره بطليموس من طولها وعرضها، والآثار التى هناك تدل على أنها كانت مدينة مهمة كما وصفنا.
وذكر استرابون أن النّمس كان مقدسا عند أهل أهناس من بين الحيوانات، كما أن التمساح كان مقدسا عند أهالى الفيوم، ويقال: إن للنمس كراهة شديدة فى التمساح والثعبان، وأنه يأكل بيض التمساح، وإذا رآه فاتحا فاه اندفع فيه ونهش أحشاءه، ويقال: إن كراهته للتمساح هى السبب فى تقديسه عند أهل أهناس.
وذلك أنه كان بينهم وبين أهل الفيوم عداوة شديدة حدثت بعد حفر بحيرة مريس وتوصيل ماء بحر يوسف إليها لأجل تخزين ماء النيل لمصالح الفيوم، فنشأ عن ذلك نقص بحر يوسف عما كان عليه أولا فى مديرية بنى سويف، فحصل من ذلك اضمحلال حال مدينة هيرقليوبوليس، فحملهم ذلك على تقديس ما يكره مقدس أولئك انتهى.