للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العمودان الملتفان المعروفة عند أولاد البلد بثلاثة ولية، وعقد على مجالسها العالية قبابا عجيبة الصنعة منقوشة بالذّهب المحلول واللاّزورد والزجاج الملون والألوان المفرحة، ووسّع قطعة الخليج بظاهر قنطرة الدّكة، بحيث جعلها بركة لطيفة وبنى عليها قصرا مطلا عليها وعلى الخليج الناصرى من الجهة الأخرى.

وكذا أنشأ فى صدر البركة مجلسا خارجا بعضه على عدة قناطر لطيفة، وبعضه داخل الغيط المعروف بغيط المعدية، وبوسطه بحيرة تمتلئ بالماء من أعلى، وينصب منها إلى حوض من أسفل ويجرى إلى البستان لسقى الأشجار، وبنى قصرا آخر بداخل البستان مطلا على الخليج وعلى الأملاق من ظاهره، فكان ينتقل فى تلك القصور خصوصا فى أيام النيل، ويتجاهر بالمعاصى والراح والوجوه الملاح وتبرج النساء ومخالع أولاد البلد، ومنع أصحاب الشرطة من التعرض للناس فى أفعالهم.

وهو الذى عمر باب القلعة الذى بالرميلة المعروف بباب العزب وعمل البدنتين والزلاقة على هذه الصورة الموجودة الآن، وقصدته الشعراء ومدحوه بالقصائد والمقامات والتواشيح، وأعطاهم الجوائز السنية وداعب بعضهم بعضا، فكان يغرى هذا بهذا ويضحك منهم ويباسطهم.

واتخذ له جلساء وندماء: منهم الشيخ مصطفى اللقيمى الدمياطى صاحب المدامة الأرجوانية فى المدائح الرضوانية، وامتدحه العلامة الشيخ يوسف الحفنى، والشيخ عمار القروى، والشيخ قاسم بن عطاء الله الأديب المصرى، وجمع فيه الشيخ عبد الله الإتكاوى كتابا سماء الفواتح الجنانية فى المدائح الرضوانية.