للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(صفة الحضان) تبتدئ وتسد الباب بأن ترسل عليه لبدا مهندما، ثم تسد الطاقة بساس، والشباك أيضا بساس وفوقه زبل، حتى لا يبقى فى البيت منفذ للبخار، وتلقى فى الطاجنين من زبل البقر اليابس قفتين، وذلك ثلاث ويبات. وتقدفيه نار سراج من جميع جهاته، وتمهله ريثما يرجع رمادا وأنت تتفقد البيض ساعة بعد أخرى، بأن تضعه على عينيك وتعتبر حرارته، وهذا الفعل يسمى الزواق. فإن وجدته يلذع العين قلبته ثلاث تقليبات فى ثلاث دفعات، تجعل أسفله أعلاه وأعلاه أسفله، وهذا يحاكى تقليب الدجاجة للبيض بمنقارها وتفقدها إياه بعينها. وهذا يسمى السماع الأول. فإذا صار الزبل رمادا أزلته وتركته بلا نار إلى نصف نهار إن كان ترقيده بكرة، وإن كان ترقيده من أول الليل حرسته إلى أن تحمى وتسمع النار كالسياقة المتقدمة، ثم تخلى طاجنين من النار إلى بكرة، ثم تجعل فى الطاجن الذى على باب البيت من الزبل ثلاثة أقداح، وفى الطاجن الذى على صدر البيت قدحين ونصفا، ومد الزبل بمرود غليظ، واطرح فى كل منهما النار فى موضعين منه، وكلّما خرجت من البيت بعد تفقده فارخ الستر. وإياك وأن تغفل عنه لئلا يخرج البخار ويدخل الهواء فيفسد العمل.

فإذا كان وقت العشاء وصار الزبل رمادا، ونزل الدفء إلى البيض أسفل البيت، فغير الرماد من الطواجن بزبل جديد مثل الأول، وأنت كل وقت تلمس البيض وتذوقه بعينك، فإن وجدت حرارته زائدة عن الاعتدال تلذع العين فاجعل مكان الثلاثة الأكيال لطاجن الباب كيلين وربعا، وفى طاجن الصدر كيلين فقط، ولا تزال تواصل تغيير الرماد وتجديد الزبل والإيقاد حتى لا ينقطع الدفء مدة عشرة أيام، بمقدار ما تكمل الشخوص بمشيئة الله وقدرته، وذلك نصف عمر الحيوان.

ثم تدخل البيت بالسراج، وترفع البيض واحدة واحدة وتقيمها بينك وبين السراج، فالتى تراها سوداء ففيها الفرخ، والتى تراها شبه شراب أصفر فى زجاج لا عكر فيه فهى لاح بلا بزر، وتسمى الأرملة فأخرجها فلا منفعة فيها، ثم عدل البيض فى البيت بعد تنقيته، وأخرج اللاح عنه، وهذا الفعل يسمى التلويح.