ويسكن تلك الصحراء قوم متوحشون يقال لهم البجة، لا خلاق لهم ولا أخلاق.
وفى بعض التقاييد (بجاء) بفتح الموحدة والجيم: قبيلة من العرب أبلهم مشهورة بالجودة، يسكنون برسواكن. وقال بعض مؤلفى الأقباط، فى شرحه لحوادث الأب شنوده: أنهم يسمون (بلنمويه) وأنه حصل منهم إغارات كثيرة على أرض مصر، وأغاروا على الجهة البحرية، فخربوا عدة مدن وأسروا أهلها، وأخذوا أموالهم من مواش وخلافها. وفى كتب الروم واليونان تسمية هؤلاء العرب (بلنمى)، ووجد فى بعض المؤلفات تسميتهم (بلمية) بشدّ الميم وتخفيفها و (بلمبية) بزيادة موحدة بين الميم والمثناه التحتية.
وقال بعض المؤرخين: إن مقر هؤلاء الأقوام فى داخل أفريقية قريبا من الشلالات فى ضواحى أسوان. وكثيرا ما يعبر عنهم المقريزى فى خططه بالبجة، وفى بعض العبارات يعبر عنهم بالبجاة. وذكر (أولنييودور) الذى ساح عند هؤلاء العرب، أنهم يسكنون بين اكسيوم وجزيرة الفونيتينا، وأن النوبة طائفة منهم سكنت شاطئ النيل، وسكن هؤلاء فى الصحراء داخل الأرض.
وقال بطليموس: إن سكن البلمة خلف موليب، بين نهر استيورا-أى اتيرا- وخليج أدولير.
وقال المؤلف (أجاتمير): منهم من سكن بقرب هذا الخليج وعرفهم بأكالين النعام.
وقال المؤلف (اتيين) البيزنتى: إنهم قوم متبربرون يسكنون الليبيا.
وقال (استرابون): إن الأرض الممتدة أسفل مروة على شاطئ النيل من جهة البحر الأحمر مسكونة بالبلمية والميجابا الذين كانوا تحت حكم الحبشة، وكانوا بجوار مصر. وفى موضع آخر جعلهم هم والنوبة فى جنوب الديار المصرية قبلى مدينة أسوان.