للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنة بها ذنب الزمان غفر، وأصبح به عصره على سائر الأزمان يفتخر، فهو ريحانة الدهر النضر، والذائع ذكره حتى كأنما سعى به الخضر، له محاورات تطرز بها حلل الوشائع، وسقيط حديث كأنه جنى النحل ممزوجا بماء الوقائع.

ثم قال: فمن لؤلؤه الرطب، ورشح قلمه العذب، قوله فى نائب غير رشيد، تفلج به ثغر رشيد:

قلت للنائب الذى … قد رأينا معايبه

لست عندى بنائب … إنما أنت نائبه

ومثله قول الآخر:

وقاض لنا حكمه باطل … وأحكام زوجته ماضيه

فيا ليته لم يكن قاضيا … ويا ليتها كانت القاضية

وله:

لا تحسبن أن هجوى فيك مكرمة … شعرى بهجو لئيم قط ما سمحا

لكن أجرب طبعى فيك فهو كما … جربت فى الكلب سيفا عندما نبحا

وله وقد سمع بموت بعض قضاة مصر:

قالوا قضى القاضى فوا حسرتى … إن لم يكن قد مات من جمعه

مصيبة لا غفر الله لى … إن كنت أجريت لها دمعتى

وقال الشيخ مدين القوصونى، فى ترجمته: شيخنا الفاضل والإمام. الكامل الورع الزاهد، كان عارفا بعلوم شتى، وكان يستحضر أشياء كثيرة من النوادر.