وقد ترجمه فى الطبقات (١) فقال: ومنهم سيدى إبراهيم المتبولى، رضى الله تعالى عنه، كان من أصحاب الدوائر الكبرى فى الولاية، ولم يكن له شيخ إلا رسول الله ﷺ وكان يبيع الحمص المصلوق بالقرب من جامع الأمير شرف الدين بالحسينية من القاهرة المحروسة.
وكان يرى النبي ﷺ كثيرا فى المنام، فيخبر بذلك أمه فتقول: يا ولدى إنما الرجل من يجتمع به فى اليقظة، فلما صار يجتمع به فى اليقظة ويشاوره على أموره قالت له: الآن قد شرعت فى مقام الرجولية.
وكان مما شاوره عليه عمارة الزاوية التى ببركة الحاج، فقال: يا إبراهيم عمر ههنا وإن شاء الله تكون مأوى للمنقطعين من الحاج وغيرهم، وهى دافعة البلاء الآتى من الشرق عن مصر، فما دامت عامرة فمصر عامرة.
ولما شرع/فى غرس النخل بالقرب من البركة، لم يصح له بئر فاستأذن النبى ﷺ فى ذلك، فدله على بئر نبى الله شعيب التى كان يسقى منها غنمه، فأصبح فوجد العلامة مخطوطة فحفر فوجدها، وهى البئر العظيمة بغيطه إلى الآن.
قال: وأخبرنى الشيخ جمال الدين يوسف الكردى، ﵁، أن الغلاء وقع أيام السلطان قايتباى، حتى اجتمع عند الشيخ فى الزاوية نحو من خمسمائة نفس، فكان كل يوم يعجن لهم ثلاثة أرادب ويطعمها لهم، ولما سافر إلى القدس زار السيدة مريم، ﵍، بنت عمران، فقرأ عندها ختمات تلك الليلة، وكان يقرأ القرآن بالسبع.
واجتمع عنده بنو حرام فى زاويته خوفا من بنى وائل، فأرسل لبنى وائل قاصدا يأمرهم بالصلح، فقالوا: إيش للمتبولى فى هذا، يروح يقعد هو وصغاره فى الجبل والله لا نرجع
(١) الطبقات الكبرى، للشعراني، مطبعة محمد على صبيح. القاهرة، د. ت. ج ٢، ص ٧٧.