للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى نسقى خيلنا من حيضان المدينة. فقال الشيخ: وعزة ربى ما عادت تقوم لبنى وائل رأس إلى يوم القيامة، فهم إلى الآن تحت حكم بنى حرام.

وكان مبتلى بالإنكار عليه من كونه لم يتزوج، وكان يقول ما بظهرى أولاد حتى أتزوج بقصدهم، ومكث نحو ثمانين سنة حتى مات لم يغتسل قط من جنابة لأنه لم يحتلم قط.

قال الشيخ يوسف، رحمة الله تعالى: ولقد كنا يوما فى حصن مسلة فرعون بالمطرية، فجاء جماعة من الجند بجرار خمر فجلسوا يشربون، فقال سيدى إبراهيم : من يزيل هذ المنكر، فقال فقير: أنا، فوضع رأسه فى طوقه فما كان أسرع من أن وقع الجند بعضهم في بعض بالدبابيس والنعال وكسروا الجرار، ثم جاؤا واستغفروا وتابوا على يد الشيخ.

وكان جماعة من رعاة الغنم يرعون برسيمه فى ناحية المطرية فأغلظ عليهم جماعة الشيخ، فبينما الشيخ، ، راكب يوما من مصر إلى البركة ومعه جماعة من الفقراء إذ أرسلوا عليه عشرة كلاب شؤام، بأطواق الحديد يعقرون الشيخ وجماعته فلما وصلوا إلى الشيخ بصبصوا بأذنابهم ولا ذوابه.

وكان يقول: لا تكبر تعظم.

وكان يقول: طهر قلبك من محبة الدنيا يجر ماء الإيمان فى قلبك جداول.

وكان يقول: لا أحب الفقير إلا إن كان له حرفة تكفه عن سؤال الناس. وكان يحط على من يسلك رياضات البونى وغيره، ويقول: وعزة ربى إن عباد الأصنام أحسن حالا من هؤلاء، فإن الله ﷿ أخبر عنهم أنهم كانوا يقولون:

﴿ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى﴾ (١)، وهؤلاء اتخذوا أسماء الله المشرقة المعظمة


(١) سورة الزمر آية ٣.