والبرابرة نحو ألف وخمسمائة شخص، والخدامون نحو ألفين وخمسمائة، وباقى الطوائف عبارة عن تجار وصيارف، وكتبة، وباعة، ودلالين ومداحين وغسالين، ونحو ذلك، وطائفة الفعلة تبلغ نحو ثلاثة آلاف شخص.
ولكل طائفة شيخ ومخاترة ونقباء، وأسماؤهم مقيدة فى المحافظة، والدائرة البلدية، وطائفة المزينين تزيد على ذلك، وقيد أسمائهم فى مجلس الصحة، وعددهم يزيد وينقص، بالنسبة لكبر تعداد الطائفة وصغره.
والمشايخ هم الذين يرجع إليهم فى طلبات الحكومة وتوزيع الفرض وتقديرها، ويصير تقويم الأشياء الجارى أخذ الدخولية عليها بمعرفة لجنة من بعض المعتمدين منهم.
وفى الأيام السابقة، كان كل من أراد أن يصير معلما فى صنعته لا يتمكن من ذلك إلا بعد مهارته فيها وعمل شئ دقيق فى صنعته، يشهد له بأنه يستحق أن يكون معلما أو الأسطاوية، فحينئذ يشهد له معلمه وباقى المعلمين من صنعته، ويخبرون شيخ الطائفة بذلك فيحضره ويختبره، فإن وجده أهلا لأن يكون معلما قلّده إياها، وذلك بعد دعوة حافلة، يهيئها لهم بحسب اقتداره، يدعو فيها شيخ الطائفة، والرؤساء والنقباء والمخاترة وغيرهم من باقى الطوائف.
والآن بقيت هذه العادة فى ثلاث طوائف وهى: طائفة الصرماتية، والمزينين، والحمامية، وتسمى عندهم بالشد والحزام، وهو عبارة عن شد يحزّم به فى وسطه، ويعقده النقيب عدة عقد، أقلها ثلاث، وغايتها ست بالنسبة لعدد المعلمين الكبار الموجودين فى المجلس مع شيخ الطائفة، ولهم فى ذلك اصطلاح، فالعقدة الأولى تسمى الأسطاوية، والذى يحلها معلمه الذى رباه وعلمه الصنعة، والثانية تسمى الرتبة يحلها شيخ الطائفة، والثالثة يحلها أحد الأسطاوات الموجودين بالمجلس. وفى أثناء الحل والعقد يقرأ النقيب خطبا وقصائد.
ومجلس الصحة الآن لا يمكّن أحدا من فتح دكان مزين إلا بعد امتحانه بحضور شيخ الطائفة، فإن أجاب رخص له بإذن من طرفه، مبين فيه الصنعة المأذون بها من أنواع الجراحة الصغيرة، ويدفع رسما عشرة قروش صاغ.
وليس للمشايخ والمخاترة وغيرهم مرتبات، وتعيّشهم من صناعتهم، ولكل طائفة منهم اصطلاح، فطائفة المعمار يستولى المعلم من صاحب العمارة معلوما يوميا يعرف بالغداء، ومن البنّائين والفعلة ما يقال له التبع وله الغداء أيضا على جميع من يورد أشياء للعمارة؛ ومثل