المرتبات المعينة لهم إلى مواساتهم بالأموال، وإطعام ليأمنوا من شرهم.
والريان قرية مسكونة بالعرب، فيها نخيل وأشجار الرمان والليمون، ونوع يشبه البرتقال يقال له لين، ويزرع في أرضها الحبوب والخضر، وفيها ماء عذب يسقى منه الزرع وغيره.
ومن الريان إلى بئر العضم وهو محل على مسيرة أربع عشرة ساعة به بئر مالحة وليس به سكان ولا بيع سلع.
ومن بئر العضم إلى بئر الماشى، وهو محل على اثنتى عشرة ساعة به بئر عذبة الماء جدا، وبه بيع وشراء قليل وليس به زرع.
ومن هناك إلى المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، على مسيرة ثمانى ساعات.
وقال السيوطى فى حسن المحاضرة (١): قال ابن فضل الله: المحامل السلطانية وجماهير الركبان لا تخرج إلا من أربع جهات: مصر، ودمشق، وبغداد، وتعز.
قال: فيخرج الركب من مصر بالمحمل السلطانى، والسبيل المسبل للفقراء والضعفاء والمنقطعين بالماء والزاد والأشربة، والأدوية والعقاقير والأطباء، والكحالين والمجبرين والأدلاء، والأئمة والمؤذنين والأمراء، والجند والقاضى والشهود، والدواوين والأمناء، ومغسل الموتى، فى أكمل زىّ وأتم أبهة، وإذا نزلزا منزلا أو رحلوا مرحلا تدق الكوسات وينفر النفير ليؤذن الناس بالرحيل والنزول.