بسبع حصيات، ثم يرتحلون إلى مكة وقد كانوا تركوا بها أمتعتهم وأثقالهم فيقيمون بها إلى اليوم الثامن والعشرين من ذى الحجة، ثم يخرجون إلى محطة الشيخ محمود بموكب عظيم، ويكون أمير الحاج المصرى استلم المحمل على يد والى الحجاز.
ثم يقومون من الشيخ محمود فى آخر الشهر إلى زيارة النبى ﷺ بالمدينة المنورة حرسها الله تعالى. يحطون بوادى فاطمة، ثم بعسفان، ثم بخليص، وهى بلدة على ست ساعات من عسفان، بها نخيل وأرضها صالحة يزرع فيها الذرة والدخن، والبطيخ والقثاء، والفجل ونحو ذلك. ويبيت بها الحاج ليلة واحدة مع التحفظ من شرار الأعراب كاللتين قبلها، وفيها ماء عذب، ثم ببئر الهند على ست ساعات من خليص وهو بويتات بها عرب قاطنون، وينصب فيها سوق وليس بها زرع وبها بئر ملحة الماء، ثم برابغ ويؤخذ منها العليق الكافى إلى وصول المدينة المنورة.
ثم من رابغ إلى بئر رضوان على مسيرة اثنتى عشرة ساعة، وهى محل به حشائش ترعاها الإبل وبئره صالحة للشرب، وينصب فيه عند نزول الحاج به سوق يبيع فيه العرب سلعهم على الحاج، وليس هناك سكان.
ثم إلى أبى ضباع محل على تسع ساعات من رابغ، به منازل مبنية بالطوب والطين تسكنها جماعة من العرب الذين يخشى من خيانتهم، وفيها نخل كثير وشجر الليمون والموز، ويزرع فى أرضها الشعير والدخن والذرة والمقاثئ، وبه ماء عذب كاف للحيوانات والمزارع، والطريق قبلها وبعدها مخوفة من كثرة الجبال وطروق العرب.
ثم منها إلى الريان، تسع ساعات أيضا فى جبال شاهقة، وفى أثناء الطريق بينهما محل يقال له البليدية، به نخيل وموز وليمون، ويزرع فيه القمح والشعير والذرة.
ثم بعده محل يقال له المضيق فيه أيضا نخل وزرع كالبليدية، ويسكن الموضعين عرب طبعهم السرقة والنهب كعرب الجبال التى هناك، فلذا يضطر الحاج زيادة على