وغلط من قال بلاق بلا ياء تحتية أو يلاق بلا موحدة أو ويلاق بواو بدل الموحدة هكذا فيما يوثق به من الكتب الإفرنجية.
وقد عبر المقريزى فى خططه بكلمة بلاق بلا مثناة تحتية بين الموحدة واللام، وقال (١): إنها أجل حصن للمسلمين، وهى جزيرة تقرب من الجنادل محيط بها النيل، فيها بلد كبير يسكنه خلق كثير من الناس، وبها نخل عظيم ومنبر فى جامع، وإليها تنتهى سفن النوبة وسفن المسلمين من أسوان، وبينها وبين القرية التى تعرف بالقصر، وهى أول بلد النوبة ميل واحد وبينها وبين أسوان أربعة أميال، ومن أسوان إلى هذا الموضع جنادل فى البحر لا تسلكها المراكب إلا بالحيلة ودلالة من يخبر ذلك من الصيادين الذين يصيدون هناك وبالقصر مسلجة وباب إلى بلد النوبة، انتهى.
وفى كتب الإفرنج أنها هى حد مصر من الجهة الجنوبية الفاصل بينها وبين أرض النوبة، وهى خلف الشلال على الشاطئ الأيمن للنيل وبعدها عنه ميريامتر، وعن مدينة القاهرة مائة ميريامتر، وبعد أسوان من الشلال ٦٠٠٠ متر، وطول هذه المدينة من الجنوب إلى الشمال لا يزيد عن ٣٨٤ مترا، وعرضها الأكبر ١٣٠ مترا ومحيطها ٩٠٠ متر تقريبا، ومن سار حولها قطعها فى أقل من ربع ساعة.
وقد عين الفرنساوية موضعها الجغرافى وكتبوه على حيطان معبدها الجنوبى ووجدوا طولها ١٦ ٢٤ ٣٠ من خط نصف نهار مدينة باريس، وعرضها ٥٤ ١ ٢٤.
واعتمد الأقدمون أنها فى المنطقة الحارة إلا أنه تحقق الآن أنها بعيدة عن دائرة الانقلاب بأربعة وعشرين فرسخا، وقد حصل وجودها فيها قبل الآن بخمسة آلاف سنة، ثم انتقلت عنها بسبب ميل منطقة البروج، وسترجع إليها فى الأزمان المستقبلة وهى محوطة بسور من جميع الجهات ليقيها من تأثير مياه النيل.