العراقى، والهيثمى، وسمع بمكة من ابن سكر والنشاورى، وله إجازة من الشيخ شهاب الدين الأذرعى، والشيخ بهاء الدين أبى البقاء، والشيخ جمال الدين الإسنوى، وغيرهم.
وتفقه وبرع، وصنف التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم. وكان ضابطا مؤرخا متقننا، محدثا معظما فى الدول.
ولى حسبة القاهرة غير مرّة، وأول ولايته من قبل الملك الظاهر برقوق فى الحادى والعشرين من شهر رجب سنة إحدى وثمانمائة عوضا عن شمس الدين محمد البخانسى، ثم عزل بالقاضى بدر الدين العنتابى فى سادس عشر ذى الحجة من السنة، ثم وليها عنه أيضا، وولى عدة وظائف دينية. وعرض عليه قضاء دمشق فى أوائل دولة الناصر، أعنى زمن دولة الناصر فرج، فأبى أن يقبل ذلك.
وكان إماما وكتب الكثير بخطه، وانتقى أشياء، وحصل الفوائد، واشتهر ذكره فى حياته وبعد موته فى التاريخ وغيره، حتى صار يضرب به المثل، وكان له محاسن شتى ومحاضرة جيدة إلى الغاية لا سيما فى ذكر السلف من العلماء والملوك، وكان منقطعا فى داره ملازما للعبادة والخلوة، قل أن يتردد إلى أحد إلا لضرورة، إلا أنه كان كثير التعصب على الحنفية وغيرهم لميله إلى مذهب الظاهر.
وقال أبو المحاسن: وقرأت عليه كثيرا من مصنفاته، وكان يرجع إلى قولى/فيما أذكره له من الصواب، ويغير ما كتبه أولا فى مصنفاته، وأجاز لى جميع ما يجوز له وعنه روايته من إجازة وتصنيف وغيره، وسمعت عليه كتاب فضل الخيل للحافظ شرف الدين الدمياطى بكماله فى عدة مجالس بقراءة الحافظ قطب الدين محمد الحضرى (١)، بسماعه من الحراوى، بسماعه من المصنف، وأخذت عنه، وانتفعت به واستفدت منه