وقال المقريزى: إنها سميت فى التوراة أرض حاشان، وفيها نزل يعقوب لما قدم على ابنه يوسف ﵉ فأنزله بأرض حاشان، وهى بلبيس إلى العلاقمة، من أجل مواشيهم.
وقال ابن سعيد: إن واليها يصل حكمه إلى الواردة التى هى آخر حد مصر، وإليها تنتهى المعاملة بفضة السواد، والناس يتعاملون بالفلوس بعدها إلى العريش، وهى أول الشام وقيل هى آخر مصر.
وذكر ابن خرداذبة فى كتاب المسالك والممالك، أن بين بلبيس وفسطاط مصر أربعة وعشرين ميلا.
وذكر الواقدى، أن المقوقس زوّج ابنته أرمانوسة من قسطنطين بن هرقل، وجهزها بأموالها وجواريها وغلمانها وحشمها لتسير إليه حتى يبنى بها فى مدينة قيسارية وهم محاصرون بها. فخرجت إلى بلبيس وأقامت بها ويعثت حاجبها الكبير فى ألفى فارس إلى الفرما ليحفظ الطريق، ولا يدع أحدا من الروم ولا غيرهم يعبر إلى مصر، وبعث المقوقس رسله إلى أطراف بلاده مما يلى الشام أن لا يتركوا أحدا يدخل أرض مصر مخافة أن يتحدثوا بغلبة المسلمين على الشام فيدخل الرعب فى قلوب عساكره، فلما قدم عمر بن الخطاب الجابية وسار عمرو بن العاص إلى مصر نزل على بلبيس وبها أرمانوسة بنت المقوقس فقاتل من/بها وقتل منهم زهاء ألف فارس وأسر ثلاث آلاف، وانهزم من بقى إلى المقوقس، وأخذت أرمانوسة وجميع ما لها وسائر ما كان للقبط فى بلبيس فأحب عمرو ملاطفة المقوقس فسير إليه ابنته أرمانوسة مكرمة فى جميع مالها مع قيس بن أبى العاص السهمى فسر بقدومها، ثم سار عمرو إلى القصر، ولم تزل من مدائن مصر الكبار، حتى نزل مرى ملك الإفرنج فأخذها عنوة بعد حصار طويل، وقتل منها آلافا، ولها أخبار كثيرة، وقد خربت منذ عهد الحوادث بديار مصر بعد سنة ٨٠٦ هجرية بعد ما أدركناها، وبها عمارة كثيرة وفيها عدة بساتين وأهلها أصحاب يسار ونعم سنية.