وقال المقريزى أيضا: إن ناصر الدين العباسى أنشأ بها مدرسة عظيمة. قال: وفى زمننا هذا قد تهدمت.
وقال ابن حوقل: بين الفسطاط والرملة إحدى عشرة مرحلة ونصف موزعة هكذا: من رملة إلى لبنا نصف مرحلة، وإلى أردود مرحلة، وإلى غزة مرحلة، وإلى الرفج مرحلة، وإلى العريش مرحلة، وإلى واردة مرحلة، وإلى البكارة مرحلة، وإلى الفرما مرحلة، وإلى جرجير مرحلة، وإلى فاقوس مرحلة، وإلى بلبيس مرحلة، وإلى الفسطاط مرحلة، وبعضهم جعل المرحلة ثلاثين ميلا، وبعضهم جعلها أربعة وعشرين ميلا، وبعض الجغرافيين جعل بين بلبيس والفسطاط عشرة فراسخ.
وفى كتاب كترمير، نقلا عن بعض من كتب على بلبيس، أن بين القاهرة وبلبيس أربع عشر ساعة، وأهلها نحو خمسين ألف نفس وبقربها يجرى نهر ذمكلاوة.
وذكر المقريزى وغيره، أن بقربها قرية تسمى حيفة، على نحو يومين من الفسطاط، كانت محطة للقوافل القاصدة مكة، وبئر تعرف ببئر بيدا.
وفى تاريخ بطارقة الإسكندرية أن بقرب بلبيس تلا مرتفعا وقريتين إحداهما تسمى سامة والأخرى تسمى جرابى يسكنهما العرب.
وقال حسن بن إبراهيم: إن أرض فاقوس تمتد من جرابى إلى الصالحية، وكانت بلبيس فى مبدأ الأمر أسقفية مستقلة كأسقفية المنصورة ثم ألحقت بأسقفية دمياط، وقد غلط من قال: إن بلبيس محل مدينة بيلوزة أو محل مدينة كانت تسمى فربيط، وإنما كانت فى بعض الأزمان من خط فربيط، بدليل أن المقريزى فى تعداده لبلاد مصر ذكر أن فى خط فربيط خمس عشرة قرية غير الكفور ومن ضمنها بلبيس، وقال: إن فربيط وفاقوس وبسطة وسدير وغيرها قد أعطيت إقطاعات للعرب الذين فتحت مصر على أيديهم، وفربيط هى هربيط. وفى زمن النصرانية كانت كرسى إقليم فربطوس.