للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إليه المطابخ ولو أطلق ببيع شئ منها يبذل فى المائة حملة من الثمانية دنانير الى العشرة لأمرين الأول لقرب متناوله وقلة كلفه، والثانى لجودة صنفه وغلاء سعره.

ثم قال: والقرظ هو ثمرة السنط المشار إليه وليس لأحد من الناس أن يتصرف فيه سوى مستخدمى الديوان ومتى وجدوا منه شيئا لم يكن اشترى منهم استهلكوه وليس له سعر مع المائة أردب المطحونة تساوى من سبعين دينارا إلى ثلثمائة دينار على قدر اجتهاد المستخدم وأمانته وحسن تصرفه وهو يكثر فى وقت ويقل فى وقت قال وساحل السنط له مستخدمون لتسليم الواصل منه للديوان وبيعه واعتباره وتحصيل ما يتحصل منه وله ريع يرد عينا وحطبا ولا يعتد للمستخدمين فيه، ولا للمستخدمين فى الحراج بشئ من أخشاب العمل المأمور بقطعها لعمارة الأسطول، ثم قال: وأرباع الكبك مراكب تعمر من هذه الحراج المتقدم ذكرها فإذا وصلت إلى ساحل مصر قومت أو نودى عليها فمهما بلغت إليه من الثمن طولب صاحبها بحق الربع من القيمة ضريبة استمرت وحالة استقرت وكان المستخدمون قد حافوا على أرباب المراكب واضطروهم بسوء المعاملة إلى التظلم فيهم وخرج الأمر بإبطال هذا الباب وتعفية رسمه ومسامحة الناس به فمن طمع فيه المستخدمون أخذوا منه بعض ما كان يؤخذ مصالحة ومن استخشنوا جانبه تجنبوه انتهى.

وقد ذكرنا طرفا من ذلك فى الكلام على قليوب ويعلم من ذلك ومن مواضع كثيرة مما نقله المؤرخون: أن شجر السنط كان معنى به فى سائر بلاد مصر وكان أكثر زرعه فى حواجر الجبال لفوائد كثيرة من جملتها تقليل انتساف الرمال على أراضى المزارع وعمل المراكب وخلافها وإلى الآن يوجد من ذلك بقية فى مواضع متفرقة من حواجر الجبل الشرقى والغربى كالذى فى تجاه طهما بمديرية الجيزة فقد نقل لى من رآه أنه كثير ممتد فى الحاجر نحو خمسمائة متر وفى قبلى طهما نوع آخر أبيض اللون عتيق تزعم العامّة أنه من زمن الصحابة ويتحرجّون من قطعه.

وأخبرنى عبد الرحمن بيك باشمهندس الأقاليم القبلية سابقا أن فى بحرى البهنسا القديمة نقبا فى الجبل يشبه باب غار سعنه نحو عشرة أمتار فى مثلها وفى بعض السنين تردمه الرمال وهو من داخله يشبه البئر فإذا نزل فيه الإنسان نحو عشرة أمتار يجد ماء عمقه أكثر من قصبة ويرى على بعد كأن الجبل منحوت ويشاهد أعمدة