كثيرة ونقل عن الأهالى إن هذا الماء بعيد الامتداد وأن الملتزمين فى الأزمان السابقة أنزلوا فيه قوارب ووضعوا فيها ما يلزم من النور والزاد وسيروها فيه فلم يقفوا له على حد.
وفى النهاية الغربية للبلد القديمة محل شهير بالسبع بنات فيه نوع انحدار وفيه مراغة تتمرغ الناس فيها ذكورا وإناثا لطلب الشفاء وبعد تلك المدينة عن مدينة آبة الوقف ٣٠ ميلا رومانيا أعنى ٤٤٥٠٠ متر وهو كما بين البهنسا وطحا العمودين تقريبا.
وفى مؤلفات استرابون أن أهالى هذه المدينة كانوا يقدسون نوعا من السمك يسمى أوكسيزانكوس وهو الذى سماه الأب سيكار العبيدى كما أن جملة من الحيوان كالثور والكلب والقط كانت مقدسة فى مدن أخر، ومن الطيور الصقر والطير أبيس ومن السمك يوميدوتوس وأكسيزانكوس ويوجد هذا النوع الأخير مرسوما على جدران المبانى القديمة ويتميز عن غيره بطول فى رأسه وطوله نحو نصف قدم فقط ويوجد كثير منه مصنوعا من معدن كالتنج فضلا عن رسمه على المبانى، وتوجد أيضا صورته محفوظة فى بعض خزائن/التحف مرسومة فى الكتب التى وجدت ويعلم من ذلك ثبوت القول بتقديسه ودخوله فى ديانة المصريين، ويقال إن سبب ذلك أن هذه البلدة بعيدة عن النيل ومتى دخلت المياه فى بحر يوسف مدة الفيضان يرى هذا النوع فى مبادى وروده كالمبشر بقدومه فلذا قدسوه كما كان يقدس التمساح فى مدينة الفيوم، فالتقديس فى الحقيقة إنما كان للنيل وقد كان مقدسا عند كثير من المصريين وكان له تمثال من حجر صلد وحوله صور ستة عشر طفلا للدلالة على زيادته فى المقياس وقد نقله القيصر واسفيسان ووضعه فى معبد السلم (الصلح) والموجود الآن هناك فى جنينة الواتقان صورته من الرخام الأبيض لا هو نفسه وكذا الموجود بسراية التولرى بفرنسا وقد اشتهرت هذه المدينة بشدة ميلها للديانة النصرانية من ابتداء ظهورها حتى قيل: إنه كان بها ثلثمائة وستون كنيسة قبل الاسلام إنهدمت كلها بالإسلام ولم يبق إلا الاسم.
وفى تاريخ رهبان مصر أنه لم يكن فى مدن الديار المصرية ما يشتمل على كنائس وديورة قدر ما اشتملت عليه هذه المدينة فإنه كان فى داخلها وخارجها عدد وافر من ذلك بحيث أن القسيسين والرهبان كانوا فى أغلب حاراتها وشوارعها وكان فيها اثنتا