للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عبد الله بن محمد بن عبدوس الجهشيارى فى كتاب أخبار الوزراء: وجدت بخط أبى على أحمد بن إسمعيل، حدثنى العباس بن جعفر الأصبهانى، قال: طلب عبد الحميد بن يحيى الكاتب، وكان صديقا لابن المقفع، ففاجأهما الطلب وهما فى بيت فقال الذين دخلوا عليهما أيكما عبد الحميد، فقال كل واحد منهما أنا خوفا من أن ينال صاحبه مكروه وخاف عبد الحميد أن يسرعوا إلى ابن المقفع فقال ترفقوا بنا فإن كلا منا له علامات فوكلوا بنا بعضكم ويمضى البعض الآخر ويذكر تلك العلامات لمن وجهكم ففعلوا وأخذ عبد الحميد ويقال ان مروان لما وصل إلى بوصير منهزما والعساكر فى طلبه قال ما اسم هذه القرية فقيل له بوصير فقال إلى الله المصير فقتل بها وهى وقعة مشهورة.

وقال إبراهيم بن جبلة رآنى عبد الحميد الكاتب أخط خطا رديئا فقال لى أتحب أن تجوّد خطك فقلت نعم فقال أطل جلفة قلمك وأسمنها وحرف قطتك وأيمنها ففعلت فجاد خطى انتهى باختصار وقال المسين وأبو صلاح وابن حوقل انه قتل فى بوصير كورديس فى دير باسم مارى أبيرون وقال بعضهم بوصير التى بالفيوم واقعة بحرى ناحية دفنو فوق بحر العروس وبوصير ونا التى بمديرية بنى سويف واقعة بقرب ونا القش وتعرف ببوصير الملق وهى فى قطعة الجبلاية المبتدأة من حاجر بنى سليمن قبلى اللاهون ومنتهية عند بوصير الملق وطول تلك الجبلاية مسافة ثلاث ساعات والماء فى زمن الفيضان يدور حولها وكان بأرض بوصير ونا نخيل كثير وكانت قد اضمحلت فعمل لها فى زمن العزيز محمد على جسر وحفر اللبينى وترعة المجنونة فكثر بها الطمى وحييت الأرض بعد موتها وحصل العمار لتلك الناحية وما جاورها من البلدان وسكة حديد الوجه القبلى تمر بقرب قمن العروس على بعد ثلثمائة قصبة وشرقى ناحية دلاص على بعد نصف ساعة.