مرشد بن يحيى بن القاسم المدينى إمام الجامع العتيق بمصر رحمهم الله تعالى والبوصيرى المذكور آخر من روى فى الدنيا كلها عن أبى صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المدينى المذكور، وابن الحسين على بن الحسين بن عمر الفراء الموصلى وأبى عبد الله محمد بن بركات هلال السعيدى النحوى سماعا وروى أيضا عن أبى الفتح سلطان بن إبراهيم بن المسلم المقدسى وهو آخر من روى عنه سماعا فى الأرض كلها وسمع عليه الناس وأكثروا ورحلوا إليه من البلاد وكان جده مسعود قدم من المنستير إلى بوصير فأقام بها إلى أن عرف فضله فى دولة المصريين فطلب إلى مصر وكتب فى ديوان الإنشاء ولد له على والد أبى القاسم المذكور بمصر واستقروا بها وشهروا وكان أبو القاسم يسمى سيد الأهل أيضا لكن هبة الله أشهر، وكانت ولادته سنة ست وخمسمائة بمصر وقيل بل ولد يوم الخميس خامس ذى القعدة سنة خمسمائة، وتوفى فى الليلة الثامنة من صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بسفح/المقطم.
قال ياقوت الحموى فى كتاب البلدان المشتركة الأسماء أنه مات فى شوال رحمه الله تعالى، والخزرجى بفتح الخاء المعجمة وسكون الزاى وفتح الراء وبعدها جيم هذه النسبة إلى الخزرج وهو أخو الأوس بفتح الهمزة وسكون الواو وبعدها سين مهملة، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمر ومزيقياء بن عامر ماء السماء وتمام النسب معروف، وهما ابنا قيلة بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح اللام وبعدها هاء ساكنة، ومن ذريتهما أنصار النبى ﷺ بالمدينة.
والمنستير بضم الميم وفتح النون وسكون السين المهملة وكسر التاء المثناة من فوقها وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء، وهى بليدة بإفريقية بناها هرثمة بن أعين الهاشمى فى سنة ثمانين ومائة وكان هارون الرشيد قد ولاه إفريقية وقدم إليها يوم الخميس لثلاث خلون من شهر ربيع سنة تسع وسبعين ومائة، والمنستير معبد بين المهدية وسوسة يأوى إليه الصالحون المنقطعون للعبادة، فيه قصور شبيهة بالخانقاهات وعلى تلك القصور سور واحد ذكره ياقوت فى كتابه انتهى.