ثم إن كلمة بوصير مركبة من كلمتين ومعناها مدفن أوزريس كما قاله جيلونسكى ويؤيده ما مرّ أن معبد سيرابيس (أوزريس) كان ببوصير الجيزة إلى الآن يقصد السياحون تلك الجهة كثيرا للاطلاع على الآثار القديمة فيمرون بناحية ميت رهينة الواقعة فى محل منفيس القديمة، التى هى كما قال مرييت فى تاريخه مقر فراعنة العائلة الثالثة والرابعة والخامسة والسابعة والثامنة ومدة الثالثة مائتان وأربع عشرة سنة والرابعة مائتان وأربع وثمانون سنة، والخامسة كذلك، ومدة السابعة سبعون يوما، والثامنة مائة واثنان وأربعون سنة.
ومن هناك إلى سقارة وهى بلدة بمديرية الجيزة فيها مقابر منفيس القديمة وتلك المقابر تمتد فى حدود الرمال طولها مسافة سبعة آلاف متر فى عرض ألف وخمسمائة متر، وهناك يشاهد جملة أهرام منها: هرم يعرف بالكوم مدرج عدد درجاته ست وهو فى وسط المقابر وينسب إلى أول ملوك العائلة الأولى، فعلى هذا هو أقدم جميع الآثار الموجودة إلى الآن، ويكون بناؤه قبل المسيح بخمسين قرنا، والذى يهتم السياحون بالاطلاع عليه من مشتملات تلك المقابر هو السيرابيوم وقبر الملك تى وقبر افتاة هتير.
والسيرابيوم عمارة تكلم عليها استرابون وهى مقبرة بيس وهو العجل المؤله المتخذ تمثالا حيا للإله أزريس عند نزوله إلى الأرض، وكان مسكن العجل فى حياته معبد ابيوم فى مدينة منفيس وبعد موته كان يقبر فى السيرابيوم والذى استكشفه هو مرييت بيك مأمور أنطقخانة بولاق سنة ألف وثمانمائة وخمسين ميلادية، يعنى استكشف المقبرة.
وأما المعبد فلم يعثر عليه ومدافن العجول على ثلاث درجات الأولى تشتمل على مقابر العجول من مدة العائلة الثامنة عشرة إلى العائلة العشرين، وفى هذه المدة كان لكل عجل قبر مخصوص فى أرض المعبد، وهذه الدرجة قد خفيت معالمها واندرست آثارها.
والدرجة الثانية فيها مقابر العجول من إبتداء العائلة الثانية والعشرين إلى الخامسة والعشرين، ومقابرها كانت عبارة عن مخادع مترتبة فى جانبى دهليز تحت