للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحراء لاستكشاف أنواع الرخام التى بجبالها، واختبار ما يوافق المطلوب منه فى عمارة جامع الرفاعى بمصر المحروسة الجارى تعميره من طرف والدة الخديوى اسمعيل باشا فاصطحب بخبراء من عرب العبابيد القاطنين بتلك الصحراء ولهم تردد على مدن الريف وبلاده فاستغرق فى تلك السفرة نحو مائة يوم وكشف محاجر رخام متعددة وأحضر منها أنموذجات مختلفة من الرخام الأسود الخالص والمعرق والأبيض أنواعا وغير ذلك وجميعها فى غاية الجودة دقيقة الحسبة قليلة السّوس صلبة، وقد شاهدتها فأحببت أن أحفظ وصف الطريق إليها حسبما نقلته عنه لبقاء الفائدة.

قال إن: ورشة جبل المرمر واقعة فى جنوب ناحية بياض على بعد ساعة ونصف منها فلما سافرنا كان إتجاه سيرنا فيما بين الجنوب والشرق فى طريق مطروق، وبعد ثمان ساعات وصلنا إلى محل يعرف عند/العرب بالحلف فاسترحنا به، وبعد ثلاث ساعات ونصف نزلنا بمحل يعرف بالغمر به ماء متجمع من المطر فبتنا به، وفى اليوم الثانى وصلنا بعد سبع ساعات ونصف إلى محل يعرف بوادى المغزة فبتنا به، وفى ثالث يوم بعد ست ساعات ونصف وصلنا إلى وادى الخرجة فبتنا به، وفى اليوم الرابع سافرنا أربع ساعات وبتنا بمحل يعرف بشعيرة، وفى اليوم الخامس بعد سير ثمان ساعات وصلنا إلى أم ضمران، وفى أثناء تلك المسافة عبرنا واديا تسميه العرب أركس، وهو واد طويل وببطنه قطع من الرخام الأحمر متفرقة ملقاة على وجه الأرض لم تعرف من أين أتى بها، وتلك القطع يتحصل منها على ألواح صغيرة ضلعها من خمس متر إلى ربع متر وفى أم ضمران جبل الرخام الأبيض، وهو جبل متسع كبير وبعض طرقات رخامه أبيض معرق بأحمر سنجابى وبعضه بعروق زرق، ويتحصل منه على كتل لغاية عشرة أمتار طولا وسوسه قليل.

وفى زمن المرحوم عباس باشا عمل بخصوصه طريق لسير العربات تبتدئ من ورشة المرمر بناحية بياض لأجل الاستخراج منه ولم يستخرج إذ ذاك منه شئ وقد بتنا هناك ثم سافرنا ست ساعات ونصفا فوصلنا إلى واد يعرف بوادى أسخر فاسترحنا، ثم سافرنا ساعة ووصلنا وادى المرخم وهناك جبل الرخام الأسود، وهو جبل كبير غير أن الذى يستخرج من طبقاته صغير عما وصفنا فى الرخام الأبيض، وغاية ما يمكن قطعة منه ألواح طولها متر وعرضها نصف ذلك وسمكها نصف