العرض، قال: والآن قد جعلنا به ورشة جار فيها استخراج الرخام الأسود للزوم جامع الرفاعى، والنقل إلى بنى سويف يكون على جمال العرب وأجرة المتر المكعب قطعا غشيمة ألف وخمسمائة قرش ديوانية، ويصرف على المتر أيضا قدر ذلك فى القطع والنقل من بنى سويف فى المراكب إلى مصر، بمعنى أن مصاريف المتر الغشيم إلى وصوله مصر ثلاثون جنيها مصرية. ويوجد بعد ثلاث ساعات من وادى أسخر دير انطانيوس.
وفى شرقيه إلى الشمال جبل يعرف بأم طنيطير رخامه أصغر قد جعلنا به ورشة أيضا والقطع جار منه ويرسل بالمثابة السابقة إلى عمارة الرفاعى والثمن كالسابق، ويظهر أن الجبلين المذكورين كانا مستعملين عند الأقدمين، وكان يستخرج منهما الرخام للعمارات كما يدل لذلك آثار آلات القطع فى طبقات الجبل، وفى نصف المسافة بين الجبلين عين ماء نابعة من أسفل جبل الدير، وهى كثيرة الماء تكفى أكثر من مائتى نفس، وهى تنصب فى داخل كهف منخفض المقعر فيجتمع به الماء كما يجتمع فى الحوض وقد سافرنا من الدير جنوبا فوصلنا بعد ثلاث ساعات إلى محل يعرف بمسيكات عيد فبتنا به، وفى ثانى يوم سافرنا جنوبا أيضا سبع ساعات وربعا فوصلنا شاطئ البحر الأحمر قبلى محل يعرف بالطارف بالفاء به جبل جميع أحجاره هيصم قابل للصقل لونه أبيض كاب وبه سوس ويستخرج منه لغاية أربعة أمتار طولا وهو بعيد عن البحر بنصف ساعة وليس هناك موردة للمراكب، وهو أيضا قبلى أول فنار من جهة السويس بنحو ثلاث ساعات وسمى الفنار المذكور بالأشرف.
ودير أنبا بولى فى جنوب جبل الطارف بخمس ساعات وقد أقمنا بذلك الدير للإستراحة يومين، ثم سافرنا منه جنوبا سبع ساعات فبتنا بموضع يعرف بأم أرطى مسمى باسم شجر صغير كثير هناك تأكله الإبل وتوقد منه العرب، ومن هذا المحل إلى جبل النحاس ست ساعات وقد شاهدنا عند هذا الجبل معملا قديما وأثر أفران ومبان وبعد أربع ساعات من هذا الجبل جنوبا يوجد ثلاث عيون ماء بين العين والأخرى نصف ساعة، وهى نابعة من الرمل جارية تحته بمعنى أنه يحفر عليها قليلا فتوجد جارية لا يدرى أين ابتداؤها وذلك المحل يعرف عند العرب بالحواشية، وفى جنوب هذا الموضع على بعد سبع ساعات منه يوجد الجبل المسمى بسمر العبد فى أسفله عرق