للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رخام عشرون مترا فى الطول والعرض ولرخامه شبه بالرخام الاسلامبولى فى اللون لكنه أصلب مع سهولة قطعه وهو أبيض معرق بسواد ومتى كان الانسان بالحواشية وفى شرقى سمر العبد يرى جبلا يلمع من وقوع أشعة الضوء عليه ويرى فى لون الذهب، وفى بطن الوادى منه قطع كثيرة نسفتها الرياح وقد أحضرنا منه أنموذجا ولم نعلم حقيقته.

وبعد ثمان ساعات من جبل سمر العبد جنوبا وصلنا إلى جبلين شاهقين تسمى العرب أحدهما غاربا وبأسفله عين ماء والثانى غويربا وهما أعلى الجبال التى هناك وفى جنوبهما على بعد ثلاث ساعات ونصف جبل تسميه العرب دارة به عين ماء مشهورة فبتنا هناك وشاهدت فى غربى الطريق فى الجبل مغارات وآثار مساكن، وتقول العرب إن هذا الجبل كان يستخرج منه الذهب، وفى جنوب هذا الجبل بعد خمس ساعات ونصف واد يقال له وادى أبى نقولة بجباله مغارات جسيمة وعندها بيوت قائمة خالية من السكان، وحجارة هذه الجبال سود ثقيلة ومكسرها كمكسر الحديد وحبوبها بيض براقة، وفى غربى أبى نقولة على بعد ثلاث/ساعات مغارات يستخرج منها الكحل الأصفهانى وقد أحضرت معى منه جانبا، وفى غربى ذلك جبل الدّب على بعد ساعتين، وبه رخام أبيض كبياض تبن الفول ورخام أسود مائل إلى الزرقة وفيه عروق أجناس ويستخرج منه لغاية مترين طولا ومتر سمكا، والبلاد الغربية منه إخميم منه إليها خمسة أيام بسير الأبل، وليس فى طريقه إليها ماء، ومنه إلى البحر الأحمر مسيرة يومين فى الطريق المسلوك، فيمر طريقه من وادى الدب إلى أبى شعر وفى أبى شعر بئر، ومتى وصل المسافر إلى البحر كان فى شمال جبل الزيت المشهور بثلاث ساعات.

وبعد الاستراحة والبيات على البحر قمنا قاصدين جبل الدخان فسافرنا أول يوم سبع ساعات فوصلنا وادى إملاحة فى جنوب الدّب وبه عين ماء، ثم بعد إحدى عشرة ساعة وصلنا إلى عين ماء تسميها العرب ماء المساعيد، وبعدها وادى الدخان بمسافة خمس ساعات فى داخل وادى أم سدرة، ومن جبل الدخان يستخرج حجر السماق الأحمر والأخضر الكبدى وألوان أخر، وفى جميعها حبوب كثيرة بيض وجميعها أيضا قابل للجلاء، ولا نعرف كيف كان الأقدمون يصنعون منه الأعمدة والترابيع وغيرها،