للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أزمان كما هجرت هى وفى زمن الخديوى اسمعيل أعطى أغلبها لبعض الأمراء ليصلحوها بمواعيد على مقتضى قرار عمله مجلس شورى النواب فأصلحوها.

وحدث هناك جملة كفور صغيرة منها عزبة المرحوم عارف باشا الدرملى مدير أسيوط سابقا يسكنها خدمة أبعاديته ومن يلوذ بهم، وبقربها يسكن كثير من العرب وكثيرا ما تذكر هذه البلدة فى التواريخ ويذكر ما حصل من الواقعات والحروب التى كانت بها.

ففى خطط المقريزى عند ذكر أمراء الفسطاط أن الأمير عبد الله بن خالد بن مسافر الفهمى استخلف فى سنة مائة وسبع عشرة هجرية فى ولاية الخليفة هشام بن عبد الملك بعد موت الوليد بن رفاعة على صلات مصر وفى إمرته نزل الروم على تروجة فحاصروها ثم اقتتلوا فأسروا منه جماعة فصرفه هشام فكانت ولايته سبعة أشهر.

وفيه أيضا عند الكلام على العسكر الذى بظاهر الفسطاط أن الأمير مزاحم بن خاقان تولى على صلات مصر فى ثلاث من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائتين فى ولاية المعتز فخرج إلى الحوف وأوقع بأهله وعاد ثم خرج إلى الجيزة فسار إلى تروجة فأوقع بأهلها وأسر عدة من البلاد وقتل كثيرا وسار إلى الفيوم وطاش سيفه وكثر إيقاعه بسكان النواحى ثم عادوا إلى الشرطة أرجوز فمنع النساء من/الحمامات والمقابر وسجن المؤنثين والنوائح، ومنع الجهر بالبسملة فى الصلاة بالجامع انتهى باختصار.

وفى جرنال آسيا نقلا عن النويرى أنه لما سير المعز لدين الله الفاطمى عساكره من بلاد المغرب إلى مصر فى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وكانوا ينوفون عن مائة ألف تحت قيادة مملوكه أبى الحسن جوهر القائد نزلوا بتروجة، وكان قد بلغ أهل مصر خبر مسير جيش المعز إليه فاضطربوا وكان الاخشيد حاكم مصر قد مات فاجتمع وجوه الفسطاط وأمراؤها وتشاوروا مع الوزير جعفر بن الفرات فى هذه الحادثة وانحط رأيهم على إقامة تحرير السريانى حاكما بمصر مكان الاخشيد وكانت إقامته بمدينة الأشمونين فأرسلوا إليه، ولما حضر قلدوه القيام بأعباء الحكم.

ولما بلغهم وصول جيش المعز إلى تروجة إزداد خوفهم وأجمعوا مع الوزير على أن يدخلوا فى طاعة جوهر القائد بطريق الصلح على شروط تقرر لهم منها: