للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يبقى لهم ما ملكت أيمانهم من عقارات وأموال وعبيد ونحو ذلك واختاروا للسعى فى ذلك الشريف أبا جعفر مسلما الحسينى، فاختار أن يصحبه أبو إسمعيل إبراهيم بن أحمد الزينى وأبو الطيب عباس بن أحمد العباسى والقاضى أبو الطاهر وجماعة ورضى تحرير السريانى أيضا بالسعى فى ذلك بشرط أن لا يجتمع بجوهر ولا يقابله، وأن يأخذ مدينة الأشمونين إقطاعا وأن يكون هو حاكم مكة والمدينة وكتبت بذلك المكاتيب، وسافر بها المختارون فى يوم الإثنين من شهر رجب الفرد سنة ستين وثلاثمائة فلما وصلوا إلى تروجة قابلهم القائد جوهر بالإكرام والإجلال وأكرم نزلهم، ولما وقف على مقصدهم واطلع على مضمون المكاتيب أجابهم لمطلوبهم ورضى بشروطهم وكتب لهم خطابا مضمونه:

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من جوهر عبد أمير المؤمنين المعز لدين الله إلى سكان مصر الشاهد منهم والغائب قد وقفت على ما بيد رسلكم من المكاتيب وما تضمنته من طلب الصلح بشروط شرطتموها وأنى أكتب لكم كتابا يتضمن حفظ أنفسكم وأموالكم وأرضكم وجميع ما تملكونه فقد أجبتكم إلى جميع ذلك فكونوا آمنين وأعلمكم بمقصد أمير المؤمنين لتزدادوا اطمئنانا وتنشرح صدوركم لحكمه فأعلموا أن سيدنا ومولانا أمير المؤمنين لم يقصد بتسيير جيوشه المنصورة إلا نصرتكم، وإنقاذكم من أعداء الدين الذين يريدون سلب نعمتكم والاستيلاء عليكم وعلى بلادكم وأراضيكم وأموالكم واستعبادكم، كما فعلوا ذلك ببعض بلاد المشرق واستولوا على المسلمين وأذلوهم واستعبدوهم ولم يجدوا لهم مغيثا وقد بكى أمير المؤمنين لأجلهم وحرم الرقاد وقد جيشوا عليكم الجيوش وهموا بالمسير إليكم، لولا أن أمير المؤمنين أيده الله عطل مقاصدهم وحل عزائمهم وأبطل حركتهم بتجهيز جيوشه المنصورة للمسير إليهم وإجلائهم عن تلك البلاد ليعود لأهلها السرور ويتخلصوا من أسر الرق ومن مقاصده الحسنى أيضا أن يعيد لحجاج بيت الله قوانينهم القديمة التى أضاعها فساد الأحوال فكونوا آمنين من غائلة الظلم وعليكم بتقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ثم ختم الكتاب وكسا المرسلين إليه حللا وسيرهم من تروجة مسرورين انتهى.

وقال كترمير نقلا عن المقريزى فى كتاب السلوك أن السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقدارى نزل بتروجة فى اليوم السادس من شوال سنة إحدى وستين وستمائة وأقام