للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة حضر عند قاضى تنيس أبى محمد عبد الله بن أبى الريس رجل وامرأة فطالبت المرأة الرجل بفرض واجب عليه فقال الرجل تزوجت بها منذ خمسة أيام فوجدت لها ما للرجال وما للنساء فبعث إليها القاضى امرأة لتشرف عليها، فأخبرت أن لها فوق القبل ذكرا بخصيتيتن والفرج تحتها والذكر أقلف وأنها رائعة الحسن فطلقها الزوج.

قال أبو عمرو الكندى حدثنى أبو نصر أحمد بن على قال حدثنى ياسين بن عبد الأحد، قال: سمعت أبى يقول لما دخل عبد الله ابن طاهر مصر كنت فيمن دخل عليه فقال حدثنى عبد الله بن لهيعة عن أبى قبيل عن سبيع قال «يا أهل مصر كيف بكم إذا كان فى بلدكم فتن فوليكم فيها الأعرج ثم الأصغر ثم الأمرد، ثم يأتى رجل من ولد الحسين لا يدفع ولا يمنع تبلغ راياته البحر الأخضر يملؤها عدلا» فقلت كان ذلك كانت الفتنة فوليها السرىّ وهو الأعرج والأصغر ابنه أبو النصر والأمرد عبيد الله بن السرى وأنت عبيد الله بن طاهر بن الحسين، ثم إن عبد الله بن طاهر سار إلى الاسكندرية وأصلح أمرها وأخرج ابن الجروى إلى العراق ثم قدم به الأفشين إلى مصر فى ذى الحجة سنة خمس عشرة، وقد أمر الأفشين أن يطالبه بالأموال التى عنده فإن دفعها إليه وإلا قتله، فطالبه فلم يدفع إليه شيئا فقدمه بعد الأضحى بثلاث فقتله.

وفى جمادى الآخر سنة تسع عشرة ومائتين ثار يحيى بن الوزير فى تنيس فخرج إليه المظفر بن كندر أمير مصر فقاتله فى بحيرة تنيس وأسره وتفرق عنه أصحابه، وفى سنة تسع وثلاثين ومائتين أمر المتوكل ببناء حصن على البحر بتنيس فتولى عمارته عنبسة بن اسحق أمير مصر وأنفق فيه وفى حصن دمياط والفرما مالا عظيما.

وفى سنة تسع وأربعين ومائتين عذبت بحيرة تنيس صيفا وشتاء ثم عادت ملحة صيفا وشتاء، وكانت قبل ذلك تقيم ستة أشهر عذبة وستة أشهر مالحة وفى سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وصلت مراكب من صقلية فنهبوا مدينة تنيس، وفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة صيد بأشتوم تنيس حوت طوله ثمانية وعشرون ذراعا ونصف من ذلك، طول رأسه تسعة أذرع، ودائر بطنه مع ظهره خمسة عشر ذراعا، وفتحة فمه تسعة وعشرون شبرا وعرض ذنبه خمسة أذرع ونصف، وله يدان يجدف بهما طول