ومن تلامذته العلامة الشيخ محد المصرى المالكى كان قرينا للشيخ الأمير الصغير، وكان يدرس بجرجا الكتب الكبيرة مثل المطوّل والأطول والبخارى، والعلامة الشيخ الصاوى صاحب الحاشية على الشرح الصغير للشيخ الدردير فى مذهب مالك، وكان يدرس بها الفقه وغيره، ومنها العالم الفاضل الشيخ إسمعيل الجرجاوى والد الشيخ حسن الجرجاوى الشهير بالقاهرة.
والشيخ عبد المنعم المتوفى بالقاهرة أيضا من نحو عشر سنين وإلى الآن بها علماء ودروس منتظمة وأشراف وأمراء مشهورون.
وبها للميرى مصالح عديدة من ذلك شونة لمهمات الميرى من غلال ونحوها، وديوان المديرية بجميع لوازمه، وقشلاق للعساكر والصناجق ومحل المجلس والحكيم والمهندس والمحكمة الشرعية، وهى ولاية كبيرة قاضيها مأذون بتحرير الحجج وسماع الدعاوى عموما، ولكن بعد انتقال المديرية إلى سوهاج صار عقد بيع الأطيان ممنوعا فيها، لأنه لا يكون إلا بحضرة المدير أو وكيله، ومثلها محكمة طهطا ويقرب منهما محكمة أخميم ومحكمة برديس ومحكمة طما وكان بها فوريقة لنسج القطن من إنشاء العزيز محمد على باشا استعملت مدة ثم بطلت وآثارها باقية إلى الآن.
وكانت جرجا سابقا كثيرة العقارب والبراغيث بسبب كثرة أسباخها ورداءة هوائها وقد قل ذلك الآن بواسطة وجود الحكماء وإدامة النظافة فى الحارات والشوارع وإزالة التلول.
وبها مقام الشيخ أبى عمرة شهير يزار وله جامع متسع جدا قد هدم بنية تجديده وإلى الآن لم يجدد، وكان العازم على تجديده حميد بيك أبو ستيت البرديسى مدير جرجا سابقا بمعونة بعض أكابر تلك الجهة وقد منعته عن ذلك صروف الزمان وله مولد حافل كل سنة، وسوقها العمومى كل يوم خميس يباع فيه كل شئ سيما السمن فإنه يوجد هناك كثيرا ويكون فيها رخيصا، وخارج البلد من الجهة القبلية وابور عمله بعض أمرائها لسقى المزارع ثم تركه، وأشجار وبساتين ممتدة إلى قريب من برديس، وفى شمالها حديقة يفصل بينها وبينها فم ترعة حوض المنشاه المشهورة بترعة العسيرات، وفى غربيها ترعة الزرزورية التى فمها عند ترعة الكسرة وتروى حوض