للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلهج بذلك ألسنة الرعايا ومشايخ عرب هوارة وغيرهم لما نالهم من العدل والأمان وعدم الجور والظلم وحسن الاطمئنان، ونرجو بذلك بياض الوجه عند الحضرات السلطانية والترقى إلى أعلى درجة ينالها أصحاب الألوية الخاقانية، فليبنل الجد والاجتهاد والعمل إن شاء الله تعالى بما فيه بلوغ القصد والمراد فليعتمد تحريرا، انتهى.

وقد تكلم المقريزى فى (رسالة البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب) على نسب هوارة ونزولهم بناحية جرجا فقال بعد كلام طويل: والأشبه بالصواب أن هوارة من ولد هوار بن أوريغ بن برنس بن صرى بن وجبك بن مادغس بن بر بن بديان بن كنعان بن حام بن نوح، وهوارة تتناسب بطونها وأصل ديارها من آخر عمل سرت إلى طرابلس، ثم قدم منهم طوائف إلى أرض مصر ونزلوا بلاد البحيرة وملكوها من قبل السلطان، وهوارة التى ببلاد الصعيد أنزلهم الظاهر برقوق وأبوه إنصو بعد وقعة بدر ابن سلام هناك فى سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تخمينا بل فى سنة خمس وثمانين وسبعمائة وذلك أنه أقطع إسمعيل بن مارن من هوارة ناحية جرجا وكانت خرابا فعمروها وأقاموا بها حتى قتله على بن غريب، فولى بعده عمر بن عبد العزيز الهوارى حتى مات، فولى بعده ابنه محمد المعروف بأبى السنون وفخم أمره وكثرت أمواله فإنه أكثر من زراعة النواحى وأقام دواليب السكر واعتصاره حتى مات، فولى بعده أخوه عمر بن يوسف، انتهى.

وفى تاريخ الجبرتى أنه كان بها فى شهر رجب من سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وقعة بين الفرنساوية ورجل من المغاربة يقال له الشيخ الكيلانى؛ كان مجاورا بمكة والمدينة وحاصل ذلك أنه لما وردت أخبار الفرنسيس إلى الديار الحجازية، وأنهم ملكوا مصر انزعج أهل الحجاز لذلك وصار الشيخ المذكور يعظ الناس ويدعوهم إلى الجهاد ويحرضهم على نصرة الحق والدين وقرأ لهم كتابا مؤلفا فى ذلك فاتعظ جملة من الناس وبذلوا أموالهم وأنفسهم واجتمع معه نحو ستمائة من المجاهدين وركبوا البحر إلى القصير، وانضم معهم جملة من أهل ينبع وجاءوا إلى تلك الجهة وانضم إليه أيضا جملة من هوارة الصعيد والمغاربة والأتراك والغز وحاربوا الفرنسيس بالناحية المذكورة فلم تثبت الغز كعادتهم بل انهزموا وتبعتهم هوارة الصعيد، ومن اجتمع معهم من القرى والبلدان وثبت أهل الحجاز ثم انكفوا لقلتهم ووقع بين الحجازيين