يتضمن إعلامهم ليس بخاف عنهم أن مشيخة الصعيد الأعلى كانت فى تصرف أولاد العرب وضبطهم والتزامهم بالمال والغلال أبا عن جد مدة مديدة، ولما حصل منهم الأفعال المخالفة المترتب عليها تخلخل نظام الإقليم وقلة الاهتمام بالأموال السلطانية والغلال الديوانية وكثرة البواقى التى لا تعد ولا تنحصر، والتقصير فى ضبط المال والغلال والجبايات الظاهرة وحصول الخسارة الزائدة والظلم المترادف لعامة الرعايا وكافة البرايا، وكل من رأوا عنده فرسا جيدة أو عبدا نقيا أخذوه منه جبرا وقهرا ولا يقدر على منعهم من ذلك كبير ولا صغير والحضرات السلطانية خلدت خلافتها تأبى ذلك وليس لها رضا بأدنى شئ من ذلك وبسبب ذلك منعوا ورفعوا من الإقليم.
ومن جملة خبث أفعالهم عدم اهتمامهم بجرف الجسور وتعطيلها وخراب القناطر وإبطالها وذلك كله مما يؤدى لخراب البلاد وضرر العباد وضياع أوقاف المسلمين وتعطيل الجوامع الإسلامية والمدارس الدينية، فكان منعهم ورفعهم من الإقليم فرضا لازما/وعين للولاية المذكورة لأجل عماريتها وتوطين رعاياها وجرف جسورها وإتقان قناطرها وحفظ الأموال السلطانية والغلال الديوانية وردع المفسدين وقطاع الطريق والسّراق بمقتضى الشرع الشريف والقانون المنيف.
قدوة الأمراء الكرام، وعمدة الكبراء الفخام، ذى القدر والاحترام، المخصوص بعناية الملك المنان، أمير اللواء الشريف السلطانى الأمير سليمن أمين ولى حكم الصعيد الأعلى دام عزه على أن يكون متصرفا فى جميع ما كان يتصرف فيه أولاد عمر، فلازم نفوذ كلمته وامتثال أوامره، وبذل الجد والاجتهاد فى تحصيل الأموال السلطانية والغلال الديوانية على المنهج القويم، والقانون المستقيم فإنه حاكم الإقليم، مقبول الكلام لا يخرج عنه من مصالح الإقليم ذرة كل ذلك على العوائد القديمة المعتبرة وعرف البلاد، وليس بخاف عنه ما اشتملت عليه الشيم الشريفة الخاقانية من حب العدل والميل إليه وبغض الظلم وعدم الركون إليه، وميل الحضرات السلطانية بالمحبة إلى كل من اشتهرت أحكامه بالعدل وانتسب إليه فإن الحضرات السلطانية خلدت خلافتها لا ترضى بأدنى ظلم يحصل الفرد من أفراد الرعايا فيتعين على قدوة الأمراء الكرام سليمن بيك المومى إليه أن ينشر معدلته فى الإقليم، حتى يتصل ذلك بمسامع الحضرات السلطانية، فيكون ذلك سببا له فى كل خير عميم بحيث